عبد الرحيم شهيد لTHE PRESS: “تدعيم مشاركة الشباب هو تدعيم للنموذج الديمقراطي الوطني وللأحزاب السياسية نفسها”

في خطوة لافتة تهدف إلى تجديد الدماء داخل الحقل السياسي المغربي، صادق المجلس الوزاري الذي ترأسه الملك محمد السادس نهاية الأسبوع الماضي على مشروع يفتح آفاقا واسعة أمام الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة لولوج غمار السياسة والترشح في الانتخابات المقبلة.


ويتوخى هذا المشروع، وفق بلاغ الديوان الملكي، مراجعة شروط الترشح وتبسيطها سواء في إطار التزكية الحزبية أو بدونها، مع إقرار تحفيزات مالية مهمة لدعم هذه الفئة على تحمل مصاريف الحملات الانتخابية، من خلال تغطية 75 في المائة من نفقاتها.

وفي هذا السياق، عبر عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، في تصريح لموقع THEPRESS، عن ترحيب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بهذا التوجه الجديد، مؤكدا أن “الديموقراطية في الأنظمة السياسية المعاصرة أصبحت تعتمد على آليات متطورة لتوسيع المشاركة السياسية، ولعل أبرزها آلية التشبيب”.

وأضاف شهيد أن الاتحاد الاشتراكي “لا يمكن إلا أن يكون مع أي قرار يكرس مبدأ التشبيب في النموذج الديمقراطي المغربي”، مبرزا أن “المجلس الوزاري الأخير برئاسة جلالة الملك قد خطا خطوة نوعية في هذا الاتجاه، بتحفيز الشباب على المشاركة السياسية والانتخابية، وهو توجه نثمنه عاليا”.

وأوضح القيادي الاتحادي أن: “قضية الشباب كانت دائما مركزية في مشروعنا الحزبي، وحاضرة في كل النقاشات المتعلقة بتدعيم النموذج الديمقراطي الوطني”، مذكرا بأن الاتحاد الاشتراكي “كان في طليعة المدافعين عن تخفيض سن الترشح والتصويت، وعن إرساء آليات تضمن حضورا فعليا للشباب في المؤسسات التمثيلية”.

وكشف شهيد أن الحزب سبق أن تقدم، يوم الجمعة 22 غشت 2025، بمذكرة شاملة إلى وزير الداخلية تتضمن تصوره للإصلاحات الانتخابية، وتشمل مجموعة من المبادئ والتوجهات الهادفة إلى تعزيز المشاركة السياسية للمواطنين، خصوصا فئة الشباب، من خلال رفع التمثيلية السياسية لهذه الفئة وزيادة الدعم المالي الموجه لها ضمن تمويل الأحزاب السياسية.

وأشار رئيس الفريق الاشتراكي إلى أن المذكرة تضمنت “مجموعة من التدابير لتطوير المنظومة الانتخابية ببلادنا، بما يتيح تمكين الشبيبة المغربية تمكينا ديمقراطيا حقيقيا، ويضمن اندماجهم الفعلي في الحياة السياسية، ويمنحهم موقعا فاعلا في صناعة القرار”.

وأكد شهيد أن “الشبيبة الاتحادية ظلت تاريخيا إطارا مفتوحا لاستيعاب انتظارات الشباب المغربي وطموحاته، ومنبرا حرا للتعبير عن انشغالاته وقضاياه، إذ ظلت حاضرة في جميع الرهانات التي خاضها الحزب، ومؤمنة بأن الشباب ليس مجرد فئة عمرية بل مجموعة من الانتظارات التي يشكل حسن التعاطي معها مدخلاً أساسياً لإنجاح مختلف الأوراش التنموية الوطنية”.

وختم المتحدث ذاته تصريحه بالتأكيد على أن “تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية لا يعني تراجع دور الأحزاب، بل هو دعم مباشر للنموذج الديمقراطي الوطني وللأحزاب نفسها، لأن انخراط الشباب في العمل السياسي يعد خطوة أساسية لربح الرهانات التنموية التي تنخرط فيها بلادنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

بوريطة: الجالية المغربية عنصر أساسي في العلاقات بين المغرب وبلجيكا

المنشور التالي

غوتيريش يجدد دعوته إلى الحوار بين المغرب والجزائر

المقالات ذات الصلة