على هامش أشغال الجمعية العامة الثامنة والخمسين لاتحاد شركات الطيران العربية، المنعقدة في الرباط يومي الثالث والرابع من نوفمبر 2025، قدم الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، رؤية واقعية حول التحديات التي تواجه الشركة الوطنية. وتطرق في مداخلته إلى قضايا تحديث الأسطول، وصعوبات التزويد، ونقص الطيارين، والتحول البيئي، والتوسع الدولي، مؤكداً أن الخطوط الملكية المغربية تمضي بخطى ثابتة وفق إستراتيجية تقوم على المرونة، والتدرج، والواقعية.
وفي ما يتعلق بالتحول البيئي في قطاع الطيران، نفى عدو وجود خطة قريبة لاعتماد أسطول “أخضر”، موضحاً أن الصناعة لم تشهد بعد أي طفرة تكنولوجية حقيقية. وقال إن محركات الهيدروجين لم تتجاوز مرحلة التجربة، والطائرات الكهربائية لا يمكنها نقل أكثر من أربعة ركاب لمسافة مئة كيلومتر، ما يجعلها غير عملية. وأضاف أن القطاع يعمل بالأدوات ذاتها منذ سبعين عاماً تقريباً، وأن الحلول المتاحة حالياً تتركز على تحسين التنظيم الجوي والرقابة، لا على انتظار ابتكارات غير ناضجة.
أما بخصوص تأخر تسليم الطائرات الجديدة، فقد أقرّ عدو بأن الشركة واجهت خلال السنوات الأخيرة صعوبات حقيقية بسبب اضطراب سلاسل التوريد بعد جائحة كوفيد، مؤكداً أن اعتماد نظام الإيجار كان خياراً ضرورياً لضمان استمرارية الأسطول. وأوضح أن هذه العقود ستمكّن الشركة من تلبية حاجياتها التشغيلية حتى نهاية سنة 2028، ريثما تبدأ الطائرات الجديدة في الوصول، مشيراً إلى أن الوضع العالمي لا يزال هشاً رغم تحسن الإنتاج الصناعي لدى المصنّعين.
وفي الجانب البشري، كشف عدو أن وتيرة توسع الأسطول تتجاوز حالياً قدرة الشركة على تكوين طياريها داخلياً، مما استدعى توظيف نحو مئتي طيار أجنبي بعقود محددة المدة إلى حين جاهزية خريجي الأكاديمية المغربية. واعتبر أن هذه الخطوة مؤقتة وواقعية، تهدف إلى الحفاظ على انتظام الرحلات وتوازن العمليات، مؤكداً أن الكفاءات الوطنية تبقى أساس تطوير الشركة في المدى المتوسط.
واختتم الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية بالتأكيد على أن الشركة تسير بثقة نحو تحقيق أهدافها، مستندة إلى نتائج مالية مشجعة واستراتيجية توسع متوازنة. وأوضح أن الأولويات المقبلة تشمل تعزيز حضور الشركة في إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، مع الاستثمار في العنصر البشري والتحول الرقمي. وختم قائلاً إن “الخطوط الملكية المغربية ليست مجرد ناقل جوي، بل واجهة اقتصادية وسيادية للمغرب، تعكس صورته، وتواكب طموحاته في الريادة الإقليمية والدولية.”