يعد التوحد اضطرابا عصبيا يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي، حيث تتفاوت أعراضه من حيث الشدة والتأثير على الحياة اليومية. وتزامنا مع اليوم العالمي للتوحد، الذي يُخلد في الثاني من أبريل من كل عام، يُسلَّط الضوء على التحديات التي تواجه الأطفال المصابين بطيف التوحد وأسرهم، بالإضافة إلى أهمية التوعية لضمان دمجهم في المجتمع بشكل أفضل.
وفي هذا السياق تؤكد ليلى عريف والدة طفل مصاب بطيف التوحد لموقع The Press، على ضرورة تخصيص حملات توعوية للتعريف بطبيعة التوحد وأنواعه، إذ غالبا ما يتم الخلط بينه وبين الإعاقة الذهنية، لأن التوحد يتفاوت بين توحد طفيف إلى توحد عالي فيما تكون بعض الحالات أكثر تعقيدا عندما يقترن بالإعاقة الذهنية. وشددت عريف على أهمية التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السلوكي، خصوصا التغدية التي تلعب دورا مهما في تحسن حالات التوحد.
وتستشهد عريف بتجربة ابنها الذي شخص بالتوحد في عام 2017، مشيرة إلى أن الوصول إلى متخصصين في ذلك الوقت كان تحديا كبيرا، إلا أن الوضع تحسن بعد ذلك بفضل التطور الحاصل في مجال التكوينات ووحدات الماجستير المخصصة لدراسة التوحد. ومع ذلك لا تزال الحاجة إلى مزيد من الجهود لتعزيز هذا المجال سواء من خلال المؤسسات الخاصة أو العمومية، لضمان توفر الدعم اللازم للأطفال و مساعدتهم على الادماج داخل المؤسسات التعليمية دون الحاجة الى مرافق مدرسي.
كما تبرز دور الإعلام في تحسين الصورة النمطية عن التوحد، معتبرة أنه من الضروري توجيه الرأي العام للتعامل مع التوحد كجزء من التنوع الإنساني وليس كاستثناء من خلال الانتاجات الوثائقية و الافلام . مشددة على ضرورة إطلاق مبادرات تحسيسية موجهة للأسر خاصة تلك التي تعاني من ضعف الموارد، لضمان حصول أطفالها على الرعاية والدعم اللازمين.
ومع تزايد الوعي بقضايا التوحد، تبقى الحاجة ملحة لمزيد من الجهود المجتمعية والمؤسساتية لضمان بيئة أكثر شمولية وداعمة للأطفال المصابين بطيف التوحد، ليتمكنوا من تحقيق إمكاناتهم والاندماج في المجتمع بشكل طبيعي.