تحتضن مدينة طنجة، انطلاقا من يومه الخميس 9 إلى غاية يوم غد الجمعة 10 أكتوبر 2025، فعاليات الدورة الثالثة ل”قمة إفريقيا الزرقاء”، التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع “الموسم الأزرق”. وتشكل هذه القمة موعدا إفريقيا سنويا بارزا لمناقشة القضايا المرتبطة بالبحار والمحيطات، في سياق يبرز التزام المغرب الراسخ بدعم التنمية المستدامة وتعزيز الحوكمة البيئية في القارة.
ويأتي تنظيم هذه الدورة الجديدة تجسيدا للانخراط القوي للمملكة في القضايا البحرية على المستوى الإفريقي والدولي، من خلال مبادرات نوعية ساهمت في تعزيز الوعي الجماعي بأهمية المحيطات في مستقبل القارة. ومن أبرز هذه المبادرات إحداث قمة “إفريقيا الزرقاء”، وتنظيم المشاورة الإفريقية التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، إضافة إلى قمة “إفريقيا من أجل المحيط” التي انعقدت بمدينة نيس في يونيو 2025، ومصادقة المغرب على معاهدة أعالي البحار التي تعد أداة أساسية لتدبير نصف سطح الكرة الأرضية تقريبا. هذه الخطوات تترجم الطموح الذي عبر عنه الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء في نونبر 2023، من أجل جعل المغرب فاعلا محوريا في حماية المحيطات وتنمية الاقتصاد الأزرق.
ومن المرتقب أن تنطلق الجلسة الافتتاحية للقمة بعد الزوال بمشاركة خبراء ومسؤولين من مختلف الدول الإفريقية، لمناقشة أربعة محاور رئيسية تشمل الحكامة والأمن البحري، والعلوم والتعليم، والمجتمع المدني، إلى جانب الاقتصاد والتمويل الأزرقين. وستشكل خلاصات هذه الجلسات أرضية لإعداد “ميثاق إفريقيا الزرقاء”، الذي ينتظر تقديمه رسميا خلال الدورة الرابعة من القمة في نهاية سنة 2026، كوثيقة مرجعية لتوجيه السياسات الإفريقية في مجال حماية واستثمار الثروات البحرية.