في الأونة الأخيرة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للمغاربة، فقد غيرت هذه الوسائل أسلوب تواصل الناس، وطريقة تعبيرهم عن أنفسهم، ولم تسلم العلاقات الزوجية في المغرب من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، فبين ما هو إيجابي وسلبي يظل هناك سؤال كبير هل فعلا أصبحت هذه الوسائل تهدد الثقة بين الزوجين؟
وللإجابة على هذا السؤال قال على الشعباني أستاذ باحث في علم النفس للموقع الإلكتروني THE PRESS, هناك من يستعمل وسائل التواصل الاجتماعي من أجل غايات أساسية، هناك من يستعمل هذه الوسائل للأهداف الأساسية، لكن هناك استخدمات أخرى زائدة على الواقع خاصة عندما يدمن مستخدموا هذه الوسائل داخل الأسرة سواء الزوج أو الزوجة، في كل وقت ينغمسون داخل المواقع ويتناسون الغاية من تواجدهما معا تحت سقف واحد.
وأضاف الشعباني أن هذه الاستعمالات المكثفة لوسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى افتقاد الثقة بين الزوجين، وقد ينتج عنه أيضا التنافر و الخصومات والإصطدامات التي من الممكن أن تنتهي بالانفصال أو استعمال العنف بين الزوجين سواء كان لفظيا أو جسديا، وذلك نتيجة الاستخدام المبالغ فيع والإدمان الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي داخل الأسرة.
أما بخصوص علاقة وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير معايير اختيار شريك الحياة لدى الشباب المغربي، فقد أكد الخبير الاجتماعي أنه ليس بالضرورة لأننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة، على الرغم من أن العديد من الناس يلجؤن إلى هذه الوسيلة من أجل التقارب والتعارف لاختيار شريك الحياة، فصحيح أن هذه الوسائل كان لها دور في ذلك، إلا أن الأسرة المغربية تنبني على معايير أخرى بعيدة على وسائل التواصل الاجتماعي، فالعديد من الأسر لا يثقون في هذه الوسائل وهذا التعارف الذي يتم عن طريقها.
وتابع الشعباني أن هناك أسر بنيت على لقاءات وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن معايير اختيار شريك الحياة داخل المغرب له مقومات أخرى إذ لا زال يعتمد على مبادئ وقيم تعود إلى الثقافة المغربية المتوارثة، إذا يمكن أن تكون هذه الوسائل مساعدة أحيانا لكن لايمكن الاعتماد عليها بشكل كلي في اختيار شريك الحياة، بحيث يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي غير قادرة على ترسيخ تلك الثقافات التي يعتمد عليها المغاربة، لأن الحياة الزوجية هي مشروع حياة فهي ليست تواصل لحظي أو تواصل من أجل الاستمتاع بلحظات عابرة، فالزواج ميثاق غليظ له أسس عميقة إن لم تكن متوفرة يكون هذا الزواج مهددا بالفشل في أي لحظة من اللحظات.