شهدت الساحة الكروية العربية مساء أمس الثلاثاء حدثا غير مسبوق في تاريخ كرة القدم، بعدما تمكن منتخبا السعودية وقطر من حجز مقعديهما في نهائيات كأس العالم 2026، عقب الجولة الثالثة من مباريات الملحق الآسيوي. وبذلك يرتفع عدد المنتخبات العربية المتأهلة إلى 7، في سابقة تاريخية لم تعرفها النسخ السابقة من المونديال، ما يعكس الطفرة التي تعرفها الكرة العربية على المستويين القاري والدولي.
وتضم قائمة المنتخبات العربية المتأهلة إلى المونديال المقبل كلا من المغرب، وتونس، ومصر، والجزائر، والسعودية، وقطر، والأردن. ويعد هذا الإنجاز الجماعي تتويجا لسنوات من العمل الفني والمؤسساتي الذي عرفته اتحادات كرة القدم في المنطقة، حيث نجحت في بناء منتخبات قادرة على المنافسة وضمان الاستمرارية في أكبر التظاهرات الكروية العالمية.
ولا تزال الآمال العربية قائمة في تحقيق إنجاز أكبر ببلوغ منتخب ثامن نهائيات كأس العالم، إذ من المقرر أن يلتقي منتخبا الإمارات والعراق يومي 13 و18 نونبر المقبل، في مواجهة فاصلة لحسم المقعد الآسيوي في الملحق العالمي، الذي سيمنح فرصة أخيرة للتأهل إلى المونديال. ويمثل اللقاء المرتقب محطة حاسمة في مسار الكرة الخليجية التي تسعى لمواصلة الحضور القوي في المحافل الدولية.
ويعزى هذا الارتفاع غير المسبوق في عدد المنتخبات العربية المتأهلة إلى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) برفع عدد المشاركين في البطولة من 32 إلى 48 منتخبا، في النسخة التي ستقام لأول مرة في ثلاث دول هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وقد أتاح هذا التوسيع فرصا إضافية للقارات كافة، خصوصا آسيا وأفريقيا، ما انعكس إيجابا على حظوظ المنتخبات العربية في ضمان مقاعدها.
وتختلف مسيرة كل منتخب عربي نحو المونديال في عدد المشاركات السابقة، إذ تعد هذه المرة السابعة للسعودية والمغرب وتونس، والخامسة للجزائر، والرابعة لمصر، بينما يخوض الأردن تجربته الأولى في كأس العالم، وقطر مشاركتها الثانية بعد استضافتها نسخة 2022. ومع هذا الحضور القياسي، يترقب عشاق كرة القدم العربية أن يترك ممثلوهم بصمة قوية في مونديال 2026، تعكس تطور الأداء والطموح في بلوغ أدوار متقدمة من البطولة العالمية.
