مع اقتراب حلول عيد الفطر، تحضر زكاة الفطر كواحدة من الشعائر الأساسية التي تؤديها الأسر المسلمة، محققة بعدا جوهريا يتمثل في التكافل الاجتماعي وتزكية النفوس. فهي ليست مجرد صدقة وحسب، بل فريضة فرضها الإسلام لإعانة المحتاجين وتمكينهم من الاحتفال بالعيد دون الشعور بالحاجة أو العوز.
وتتميز زكاة الفطر عن غيرها من أنواع الزكاة بكونها واجبة على كل مسلم، وقد شرعها النبي محمد ﷺ بقوله ” زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ” فهي تكمل صيام رمضان بتطهيره من أي نقص أو تقصير، وتعزز الروابط الاجتماعية عبر نشر روح المودة والتآزر بين الناس .
ويتم إخراج زكاة الفطر على شكل قمح أو شعير أو تمر أو أرز، بمقدار صاع نبوي حوالي 2.5 كجم. لكن في العصر الحديث أجازت بعض الفتاوى المعاصرة إخراجها نقدا خاصة في المجتمعات التي أصبح المال فيها أكثر نفعا للفقراء، حيث يمكنهم به شراء ما يحتاجونه. ويستحب إخراجها قبل صلاة العيد استجابة لقول النبي صلى الله عليه و سلم” فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ”
وتحدد زكاة الفطر سنويا في المغرب من قبل المجلس العلمي الأعلى وفقا لمستوى المعيشة وأسعار المواد الغذائية الأساسية. حيث اعلن المجلس هذه السنة ان مقدارها هو 23 درهما للفرد، ما يسهل على المسلمين أداؤها وفقا لما يناسب أوضاعهم. وبهذا، تظل زكاة الفطر جسرا بين طبقات المجتمع، حيث تسهم في إدخال الفرحة على قلوب الفقراء، وترسّخ قيم التضامن في المجتمع الإسلامي.