في صباح أول أيام عيد الفطر، وككل عام، اجتمع المغاربة في مشهد يعكس الوحدة والإيمان، حيث توافد الآلاف إلى المصليات والمساجد منذ الساعات الأولى. ومع بزوغ شمس العيد، ملأت التكبيرات الأجواء معلنة بداية يوم مبارك، يعبق بالفرح والسكينة. شوارع المدن الكبرى كالدار البيضاء ومراكش تكتظ بالمصلين، الذين ارتدوا ملابس العيد التقليدية من الجلابيب المطرزة والقفاطين البيضاء، بينما كان الأطفال في مقدمة المتوجهين إلى المصليات، يملؤون الأجواء بحركاتهم البريئة وضحكاتهم التي تنبض بالحياة.
في هذا اليوم، تجسد صلاة العيد في المغرب أسمى معاني الوحدة، حيث تجمع المغاربة في صفوف متجانسة، في مشهد من التناغم الروحي والتآلف المجتمعي. امتلأت المصليات الكبرى بالساحات المنظمة، ورغم بساطة المشهد في القرى، إلا أن روح الإيمان كانت حاضرة بقوة. الجميع، من رجال ونساء، كبار وصغار، توجهوا إلى المساجد في خشوع، متحدين في دعاء واحد يطلبون من الله العون والبركة. كانت الأجواء، في كل زاوية من المملكة، مشبعة بالسكينة والطمأنينة، مما يعكس عمق الإيمان وخصوصية هذا اليوم في قلوب المغاربة.
بعد أداء الصلاة، تحولت الأجواء إلى احتفالات اجتماعية مفعمة بالفرح، تميز العيد المغربي بمظاهر من التواصل الاجتماعي والتقارب بين الناس. تبادل التهاني والزيارات العائلية كانا العنصر الأساسي في تلك اللحظات، حيث اجتمع الجميع لتجديد العلاقات وتبادل الأفراح. في المدن، كانت الأسواق تزدحم بالحركة والنشاط، حيث تعج بالمغاربة الذين يتبادلون الحلويات التقليدية مثل “كعب الغزال” و”غريبة”. في القرى، كانت المنازل تشهد تجمعات أسرية دافئة، حيث يتناول الجميع الطعام مع العائلة والأصدقاء في جو من الفرح والتعاون.
ويبقى عيد الفطر في المغرب مناسبة غنية بالروحانية والبهجة، حيث تجسد الأجواء مشاعر الوحدة والتآلف بين أفراد المجتمع. من لحظة الصلاة وحتى لحظات التواصل الاجتماعي بعدها، يظل هذا اليوم رمزًا للتلاحم المغربي ويعكس التزام الشعب المغربي بتقاليده واحتفاله بقيم التعاون والمحبة التي تجمعهم في هذا اليوم الفضيل.
