عندما يتعلق الأمر بخدمات صالات كبار الشخصيات (VIP) في المطارات، فإن الزائر أو المسافر يتوقع مستوى من الراحة والخدمات يوازي ما يُدفع من مقابل، وما يُروّج له من صورة راقية. غير أن التجربة في صالون VIP بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء تترك الكثير من علامات الاستفهام حول مدى جاهزية هذا الفضاء الحيوي لتمثيل المغرب في أبهى صورة، خصوصاً وهو مقبل على احتضان كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030 لاحقاً.
خلال زيارة حديثة للصالون، تفاجأ عدد من المسافرين بغياب أبسط وسائل الراحة. منافذ شحن الأجهزة الإلكترونية، وهي ضرورة أساسية للمسافر العصري، كانت شبه منعدمة أو خارج الخدمة في أغلب الأماكن. هذا القصور التقني يُربك المسافرين ويعكس إهمالاً غير مبرر في البنية التحتية الداخلية.
أما دورات المياه، فكانت في حالة غير مقبولة إطلاقاً، من حيث النظافة والتجهيز، وهي نقطة تلامس بشكل مباشر كرامة المسافر وصورته عن المكان الذي يغادره أو يصل إليه.
والأدهى أن القهوة، وهي من أبسط ما يمكن أن يُقدم في صالون VIP، غابت لأكثر من 30 دقيقة دون أي توضيح أو اعتذار. في صالة يُفترض أنها مُخصصة لتقديم خدمة راقية، يصبح غياب مشروب أساسي كهذا مؤشراً خطيراً على تدني مستوى التسيير والاهتمام بتجربة الزبون.
إن ما حدث لا يبشر بالخير. فإذا كان هذا حال صالون VIP في المطار الأكبر والأكثر أهمية في البلاد، فما الذي يمكن أن يتوقعه ضيوف المغرب من مشجعين وصحفيين ورياضيين خلال التظاهرات الدولية المقبلة؟
المطلوب اليوم تحرك عاجل وجاد من الجهات المسؤولة لتحسين البنية التحتية، ومراجعة مستوى الخدمات، وضمان أن تكون صالات كبار الشخصيات فعلاً واجهة تليق بمكانة المغرب وتطلعاته الدولية.