بعد تسعة أشهر من التأخير غير المتوقع، عاد رائدا الفضاء الأمريكيان سوني ويليامز وبوتش ويلمور إلى الأرض، أمس الثلاثاء 18 مارس، على متن مركبة سبيس إكس كرو دراجون. ومن المتوقع أن تهبط الكبسولة في المحيط الأطلسي قبالة سواحل فلوريدا في تمام الساعة 22:00 بتوقيت جرينتش، وسط ترقب كبير من وكالة ناسا وفريق الدعم الأرضي. وكانت المهمة الأصلية تقتضي بقاء الرائدين أسبوعًا واحدًا فقط على متن محطة الفضاء الدولية، إلا أن أعطال تقنية في مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة بوينغ أخّرت عودتهما لعدة أشهر.
وشهدت الرحلة سلسلة من التحديات، إذ واجهت “ستارلاينر” مشكلات فنية حالت دون استخدامها للعودة، ما أجبر الرائدين على الانتظار في المدار لفترة قياسية. ورغم هذا التأخير، واصل ويليامز ووليمور أداء مهامهما العلمية، بما في ذلك أبحاث حول تأثيرات الجاذبية الصغرى على صحة الإنسان، فيما ظلت فرق المتابعة على الأرض تبحث عن حلول آمنة لعودتهما. وأكدت ناسا أن هذه التجربة ستوفر دروسًا قيّمة حول التعامل مع الأزمات التقنية في المستقبل.
وعملت سبيس إكس بالتعاون مع ناسا لضمان عودة الرائدين بأمان، حيث تم إرسال مركبة “كرو دراجون” خصيصًا لنقل الطاقم إلى الأرض. وتعد هذه المهمة خطوة حاسمة في تطوير الرحلات التجارية المأهولة إلى الفضاء، حيث تتنافس كل من “بوينغ” و”سبيس إكس” على توفير مركبات آمنة وموثوقة لنقل رواد الفضاء إلى المدار. ورغم التحديات التي واجهتها “ستارلاينر”، تؤكد ناسا أنها ستواصل دعم تطويرها باعتبارها جزءًا مهمًا من مستقبل استكشاف الفضاء.
وتأتي هذه العودة الناجحة في وقت تسعى فيه الوكالة الأمريكية لتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، بهدف توسيع نطاق الرحلات الفضائية التجارية وجعلها أكثر استدامة. وتؤكد هذه المهمة قدرة التكنولوجيا الحديثة على تجاوز التحديات غير المتوقعة في الفضاء، ما يمهد الطريق لمهمات مستقبلية أكثر طموحًا، بما في ذلك الاستعدادات الجارية لإرسال رواد فضاء إلى القمر والمريخ خلال العقد المقبل.