ذكاء اصطناعي يحاكي أسلوب “غيبلي” ويثير الجدل بين الإبداع والسرقة الفنية

اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا موجة من الصور المستوحاة من أسلوب الرسوم المتحركة الشهير لاستوديو غيبلي الياباني، وذلك بعد أن أطلقت شركة أوبن إيه آي، الأسبوع الماضي، تحديثًا جديدًا لنموذج GPT-40 يتيح للمستخدمين تحويل الصور إلى أنماط فنية مختلفة، بما في ذلك أسلوب غيبلي المميز. وبمجرد إطلاق الميزة، بدأ المستخدمون في تحويل صورهم الشخصية، وحيواناتهم الأليفة، وحتى المشاهد التاريخية والميمات الرائجة إلى لوحات رقمية تحاكي عالم الرسوم المتحركة الذي ابتكره المخرج الشهير هاياو ميازاكي. لم يقتصر هذا الاتجاه على المستخدمين العاديين فحسب، بل انضم إليه سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـأوبن إيه آي، الذي غيّر صورته الشخصية على منصة إكس إلى نمط غيبلي، مما زاد من انتشار الظاهرة.

لكن وسط هذا الحماس، ظهرت انتقادات واسعة من الفنانين والمبدعين الذين اعتبروا أن هذه التقنية تهدد الفنون التقليدية وتستولي على أنماط إبداعية دون إذن. وأعرب العديد عن مخاوفهم من أن تكون أوبن إيه آي قد استخدمت أعمال غيبلي في تدريب نموذجها، دون تصريح رسمي من الاستوديو. كما استُعيدت تصريحات ميازاكي القديمة، التي وصف فيها الفن المُولّد بالذكاء الاصطناعي بأنه “إهانة للحياة نفسها”، مما زاد من الجدل حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي أداة للإبداع أم مجرد وسيلة للاستنساخ وسرقة جهود الفنانين. وفي ظل غياب الشفافية حول مصادر البيانات المستخدمة لتدريب هذه النماذج، تزداد الشكوك حول مدى قانونية هذه الممارسات وتأثيرها على مستقبل الفن.

ورغم الجدل المحتدم، لا يبدو أن موجة الذكاء الاصطناعي في توليد الصور ستتراجع قريبًا، إذ استمرت منصات التواصل الاجتماعي في الامتلاء بالصور المعدلة بأسلوب غيبلي، بل وامتد الأمر إلى إعادة تخيل مشاهد من أفلام ومسلسلات شهيرة بنفس النمط. هذا التطور يفتح الباب أمام تساؤلات أوسع حول دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الفن، ومدى تأثيره على حقوق الفنانين، خاصة في ظل غياب تنظيم واضح يحد من استغلال أعمالهم. وبينما يرى البعض أن هذه التقنية توفر فرصًا جديدة للإبداع، يراها آخرون تهديدًا جوهريًا للفنون التقليدية، في معركة مستمرة بين الحداثة والأصالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

الأهلي يهزم الهلال في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال بحضور ثلاثي المغرب

المنشور التالي

تصعيد خطير: إسرائيل تمطر غزة بغارات دامية وسط صمت دولي

المقالات ذات الصلة