في مبادرة غير مألوفة وجه الملك محمد السادس نداءً للشعب المغربي يدعو فيه إلى الامتناع عن إقامة شعيرة الذبح لهذا العام، قصد صون الثروة الحيوانية التي تضررت بسبب توالي سنوات الجفاف، انطلاقا من دافع وطني وأخلاقي يهدف إلى حماية الماشية من الاستنزاف.
ومع اقتراب عيد الأضحى دعا فاعلون حقوقيون ومدنيون لتكثيف المبادرات التوعوية والحملات التحسيسية، لضمان إنجاح قرار تعليق شعيرة الذبح, موضحين أن هذه التوعية ضرورية لشرح أهمية القرار وتفسير أبعاده الدينية والوطنية والاجتماعية، لتجنب إساءة فهم هذا الإجراء.
وفي هذا السياق قال الفاعل الحقوقي عادل تشيكيتو في تصريح لTHE PRESS:”إن قرار تعليق النحر، رغم طابعه الاستثنائي يحتاج إلى تواصل فعال وتدابير حقوقية مواكبة لتفادي أي تأويل ديني خاطئ أو توتر اجتماعي، مع ضرورة إشراك المِؤسسات الدينية والمجتمع المدني لتوضيح أن هذا الأمر ضمن فقه الضرورة و المصلحة العام”.
وأشار تشيكيتو إلى أهمية فتح قنوات مباشرة للتواصل مع المواطنين عبر الإعلام العمومي، المجالس المنتخبة، والجمعيات المحلية، مع تقديم شروحات بلغة بسيطة وشفافة، كما شدد على إشراك المجلس العلمي الأعلى والمؤسسات الدينية لتوضيح أن القرار لا يمس بجوهر الشعيرة الدينية بل يراعي الضرورة والمصلحة الجماعية في إطار الشرع.
ودعا الفاعل الحقوقي إلى مواكبة القرار بإجراءات اجتماعية ملموسة، تشمل تقدي دعم مباشر للأسر المعوزة التي تعتمد اقتصاديا على شعيرة العيد، وضمان عدم استغلال الظرف من قبل المضاربين أو سماسرة الأزمات.
وفي خضم هذه الدينامية، شدد المتحدث عينه على ضرورة احترام حرية التعبير وتشجيع النقاش العمومي المسؤول، مع التصدي الحازم لأي خطابات تحريضية أو تكفيرية باسم الدين، قد تستهدف القرار و تغذي الانقسام والفتنة.
وختاما اعتبر عادل أن إنجاح هذا القرار رهين بتعاون كافة الفاعلين من سلطات ومجتمع مدني ومؤسسات دينية، مع التركيز على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الجمعويون الحقوقيون, خاصة في الأحياء الشعبية والقرى.
