في بيان رسمي أصدرته مساء أمس الأحد 6 أبريل 2025، أعلنت الحكومة الانتقالية في مالي عن حادث خطير يتمثل في تحطم طائرة بدون طيار تابعة لقواتها المسلحة، كانت تقوم بمهمة استطلاعية في منطقة تنزواتين قرب الحدود الجزائرية. ووفق البيان المالي، فإن الطائرة لم تغادر المجال الجوي المالي قط، وقد تم العثور على حطامها على بُعد 9.5 كيلومترات جنوب الحدود الجزائرية، ما يبعد الشبهة عن أي خرق للمجال الجوي الجزائري.
وأضافت باماكو أن المعطيات الأخيرة التي نقلتها الطائرة تشير إلى رصد مجموعة إرهابية خطيرة كانت تخطط لتنفيذ عمليات، وأن سقوط الطائرة بشكل عمودي لا يُفسّر إلا بعمل عدائي مدبّر عبر صواريخ أرض-جو أو جو-جو. وقد أعربت السلطات المالية عن استغرابها لعدم تلقيها رداً مُرضياً من الجزائر بعد مرور 72 ساعة على طلب التوضيح الرسمي، عقب إعلان وزارة الدفاع الجزائرية إسقاط طائرة “انتهكت” مجالها الجوي.
ورداً على بلاغ الحكومة المالية، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بياناً نارياً يومه الاثنين 7 أبريل 2025، وصفت فيه اتهامات باماكو بـ”الادعاءات الباطلة” و”الخطيرة”، مشيرة إلى أن الهدف منها هو التغطية على “فشل المشروع الانقلابي” في مالي ومحاولة إلهاء الرأي العام المحلي عن الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية. الجزائر رفضت أيضاً “الزج باسمها في دعم الإرهاب”، مؤكدة أن بيانات الدفاع الجوي الجزائري تثبت دخول الطائرة المالية إلى الأجواء الجزائرية وعودتها إلى نفس المسار الهجومي، مما استدعى إسقاطها.
وأوضحت الجزائر أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حيث تم تسجيل حالتين مماثلتين في الأشهر القليلة الماضية. وشددت وزارة الدفاع الجزائرية على أن “كل البيانات والصور الرادارية تؤكد انتهاك الطائرة المالية للمجال الجوي الجزائري لمسافة 1.6 كم”، قبل أن تُستهدف بشكل مباشر عند محاولتها العودة.
وفي تطور دبلوماسي لافت، أعلنت الجزائر عن استدعاء سفيرها في باماكو للتشاور وتأجيل تولي سفير مالي الجديد مهامه في الجزائر، مؤكدة أن أمنها الوطني “خط أحمر”. وبينما تتصاعد حدة الخطاب بين البلدين، يلوح في الأفق شبح أزمة جديدة قد تقوّض جهود محاربة الإرهاب في منطقة الساحل وتُعمّق الانقسام داخل التكتلات الإقليمية..
