درعة-تافيلالت تساهم بـ90٪ من إنتاج التمور الوطني خلال موسم الجني

انطلقت بجهة درعة-تافيلالت حملة جني التمور في أجواء حيوية يطبعها العمل اليدوي المتقن، حيث يعتمد الفلاحون على أدوات تقليدية مثل المقص والمنجل لقطف ثمار النخيل. هذه العملية تتطلب خبرة ودقة للحفاظ على جودة الإنتاج وضمان سلامة العمال، ما يجعلها محطة أساسية في الدورة الزراعية للجهة.

في أرفود بإقليم الرشيدية، تزين أشجار النخيل ضفاف وادي زيز بمحاصيل واعدة تبعث التفاؤل في نفوس الفلاحين الذين يتوقعون حصادا أفضل من السنوات الماضية. ويعزى هذا الانتعاش إلى اعتدال درجات الحرارة خلال الصيف والأمطار التي عرفتها المنطقة العام الماضي، والتي ساعدت على تحسين جودة التمور وتسريع نضجها.

ويواكب نشاط الجني حركية ملحوظة في الأسواق المحلية، حيث يتزايد الإقبال من التجار والزبائن الباحثين عن أجود الأصناف بأسعار تراوحت بين 20 و90 درهما للكيلوغرام، تبعا للصنف والجودة. وتتصدر أصناف المجهول والفكوس وترزاوة وبوسليخن واجهات العرض، فيما يجذب السوق أيضا زوارا من داخل المغرب وخارجه، ممن يعبرون عن إعجابهم ببهجة الأسواق وكرم الضيافة المغربية.

ويمثل قطاع التمور الركيزة الأساسية للأنشطة الزراعية في درعة-تافيلالت، إذ توفر الواحات ما يقارب 90% من الإنتاج الوطني. ويساهم هذا النشاط في خلق مئات آلاف أيام العمل، خصوصا خلال موسم الجني، إلى جانب تحريك قطاعات مرتبطة بالنقل والتغليف والتسويق، ما يعكس دوره الحيوي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة.

وحسب بيانات وزارة الفلاحة، بلغ الإنتاج الوطني للتمور خلال موسم 2024-2025 نحو 103 آلاف طن، في تراجع طفيف مقارنة بالسنوات الماضية. غير أن المهنيين يبدون تفاؤلا بموسم استثنائي خلال 2025-2026، مدعومين بالظروف المناخية الملائمة وبرامج استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تراهن على غرس خمسة ملايين نخلة بحلول 2030، لرفع الإنتاج إلى 300 ألف طن سنويا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

أخنوش يستعرض حصيلة إعادة الإعمار بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز

المقالات ذات الصلة