و.م.ع
تشكل “دار الصانعة” في مدينة الداخلة نموذجًا تنمويًا متميزًا يعكس إرادة حقيقية في تمكين النساء الحرفيات ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في إطار تنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. ويأتي هذا الفضاء كمبادرة متكاملة تدمج بين البعد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، حيث يوفر للنساء فضاءً للإنتاج والتكوين والتسويق، مع المحافظة على الحرف التقليدية المهددة بالاندثار، مثل المصنوعات الجلدية، من خلال نقل المهارات للأجيال الجديدة بالتكوين بالتدرج.
ويؤكد المسؤولون المحليون أن “دار الصانعة” تعد أحد أعمدة البرنامج التنموي الملكي الذي انطلق سنة 2015، إذ خُصص لقطاع الصناعة التقليدية أزيد من 33 مليون درهم لإنجاز مشاريع متنوعة تهم البنية التحتية والدعم التقني والتسويق. وصرّح المدير الجهوي للصناعة التقليدية بأن هذه الدار تسهم في تعزيز دور الصناعة التقليدية كقطاع ثالث مكمّل للقطاعين العام والخاص، يساهم في التماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة، خاصة من خلال تمكين النساء والفئات الهشة من المشاركة الفعلية في الدورة الاقتصادية.
من جهتها، عبّرت ميمونة حمية، إحدى المستفيدات، عن فخرها بالانتماء لهذا الفضاء الذي مكّنها من إبراز مهاراتها وتحقيق استقلالها الاقتصادي. كما دعت الشابات إلى المساهمة في حماية التراث التقليدي وتطويره، مؤكدة أن “دار الصانعة” ليست مجرد ورشة عمل، بل صرح متكامل يعكس رؤية تنموية تضع المرأة والصناعة التقليدية في صلب التغيير المجتمعي.