شهد المغرب في الفترة الأخيرة تساقطات مطرية مهمة خلفت ارتياحا في نفوس المواطنين، حيث أسهمت في تعزيز الموارد المائية وتحسين وضعية السدود والفرشة المائية، مما أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التساقطات بداية لنهاية فترة الجفاف الطويلة التي أثرت سلبا على البلاد.
وفي تصريح خص به THE PRESS، صرح فؤاد الزهراني، دكتور في علوم البيئة والتنمية المستدامة، بأن “هذه التساقطات المطرية الأخيرة خففت الضغط على الفلاحين، كما ساهمت أيضا في رفع حقينة بعض السدود، خاصة السدود المتواجدة بالمناطق الشمالية التي شهدت تساقطات مطرية مهمة”.
وأضاف الخبير في علوم البيئة، أن “هذه التساقطات المطرية ستساعد في تخفيف ضغط الري على الفلاح، بالإضافة إلى تحسين الموسم الفلاحي بشكل كبير، خاصة زراعة الحبوب، المراعي، والفواكه الموسمية”، مبرزا أن “هذه التساقطات المهمة تشكل خزانا كبيرا للفرشة المائية خاصة التساقطات الثلجية”.
كما شدد المتحدث ذاته، على أنه “بالرغم من هذه التساقطات المهمة التي عرفتها مختلف مناطق البلاد، إلا أنه لا يمكن اعتبارها كافية للحد من الجفاف الذي تعاني منه البلاد منذ سنوات، حيث لازال المخزون المائي دون المعدل الطبيعي”، موضحا أنه “يجب الأخذ بعين الاعتبار أن التساقطات المطرية الأخيرة لم تشمل جميع مناطق المملكة ما يجعل توزيع الأمطار غير متساوي”.
وأبرز الزهراني، أن “المغرب يعاني من جفاف منذ سنوات متتالية، ما خلف حجم تأثيرات كثيرة ومتفاوت سواء على التربة، الفرشة المائية، أو حتى على توازن المنظومة المائية”.
واختتم الخبير في علوم البيئة والتنمية المستدامة تصريحه، بأن “وسيلة الربط بين الأحواض المائية هو حل مهم ويساهم في تخفيف الضغط على المناطق التي لم تشهد أي تساقطات أو تساقطات قليلة، ما شكل متنفس للمناطق التي تعاني من قلة التساقطات”.