تواصل فرق الإطفاء في كوريا الجنوبية، منذ خمسة أيام، جهودها الحثيثة للسيطرة على حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت المنطقة الجنوبية الشرقية، مخلفةً 24 قتيلاً وعشرات الجرحى، بينهم إصابات خطيرة، إلى جانب دمار واسع في الممتلكات والمواقع الأثرية. وبدأت الحرائق يوم الجمعة الماضي في بلدة سانتشيونغ بإقليم شمال غيونغسانغ، وامتدت إلى عدة مناطق مجاورة، بما في ذلك أويسونغ، أندونغ، وتشيونغسونغ، وسط ظروف مناخية قاسية ساهمت في انتشار النيران بسرعة غير مسبوقة. وأسفرت الكارثة عن تدمير 17 ألف هكتار من الغابات، وتشريد مئات العائلات بعد احتراق أكثر من 200 منزل ومنشأة، في حين أعلنت السلطات حالة الطوارئ في أربع مقاطعات ووصفت الأوضاع بأنها “كارثية”.


وأمام حجم الكارثة المتزايد، أعلن رئيس البلاد بالإنابة، هان دوك-سو، أن الحكومة تبنّت “استجابة وطنية شاملة” ورفعت مستوى الطوارئ إلى الدرجة القصوى، معترفًا بأن الحرائق “تتمدّد بطريقة تتجاوز التوقعات ونماذج التنبؤ المتاحة”. وتم حشد أكثر من 5,000 رجل إطفاء، إلى جانب 146 مروحية وآلاف الجنود للمساعدة في عمليات الإخماد، لكن استمرار الرياح الجافة حال دون السيطرة الكاملة على النيران. كما تسببت الحرائق في تحطم مروحية إطفاء في بلدة أويسونغ، ما أسفر عن مقتل الطيار البالغ من العمر 73 عامًا. وفي خطوة احترازية، تم إجلاء 500 نزيل من أحد السجون القريبة من مناطق الحرائق، بينما جرت محاولات لإنقاذ الكنوز الوطنية المخزنة في معبد “غوونسا” التاريخي، الذي التهمته النيران.
ويعزو خبراء تصاعد حرائق الغابات في كوريا الجنوبية إلى تداعيات التغير المناخي، حيث ارتفعت درجات الحرارة وزادت الظواهر الجوية المتطرفة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تفاقم مخاطر الحرائق. ورغم أن حرائق الغابات ليست ظاهرة جديدة في البلاد خلال فترات الجفاف، إلا أن السلطات تصف هذه الموجة بأنها “الأسوأ على الإطلاق”. ومع استمرار النيران في الاشتعال، تتزايد المخاوف من ارتفاع عدد الضحايا، وسط جهود مكثفة لاحتواء الحرائق ومنع امتدادها إلى مناطق جديدة.