رست حاملة المروحيات البرمائية الفرنسية “تونير”، أول أمس السبت 15 شتنبر 2025، بميناء الدار البيضاء، في زيارة تمتد إلى غاية غدا الثلاثاء 16 شتنبر 2025، قبل أن تواصل رحلتها (امتدت ثلاثة أشهر) نحو خليج غينيا. وتأتي هذه المحطة في إطار توطيد التعاون البحري والعسكري بين المغرب وفرنسا، من خلال سلسلة من الأنشطة المشتركة تشمل ندوات، زيارات، وتمارين ميدانية.
ووفق السفارة الفرنسية بالرباط، يشكل هذا التوقف فرصة لتعزيز علاقات الشراكة بين البحريتين المغربية والفرنسية، خاصة عبر تنظيم تدريبات وتكوينات في إطار برنامج SIREN (الدورة الجهوية للتدريب البحري الرقمي)، الذي يستضيف دفعة سنة 2025 بمشاركة 39 متدربا من 21 دولة إفريقية وأوروبية، بينهم مدرب ومتدرب مغربيان.
ويهدف البرنامج إلى تطوير القدرات النظرية والتطبيقية في مجالات تدخل الدول بالبحر، مثل عمليات الإنقاذ، مكافحة التلوث، والتصدي للقرصنة البحرية، فضلا عن تعزيز التعاون الإقليمي في تدبير الأزمات. وقد أقيم حفل استقبال على متن السفينة بمبادرة من السفير الفرنسي كريستوف لوكورتييه وقائد السفينة القبطان أرنو بوليلي، بحضور وفد رفيع من البحرية الملكية المغربية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد السفير لوكورتييه أن زيارة “تونير” تدخل ضمن “دينامية واسعة للتعاون العسكري الفرنسي المغربي”، مشيرا إلى أن الإعلان المشترك الموقع بين الرئيس الفرنسي والملك محمد السادس في أكتوبر الماضي وضع قضايا الدفاع في صلب هذه الشراكة الاستراتيجية. ومن جانبه، اعتبر القبطان أرنو بوليلي أن هذه المحطة الأولى بالمغرب تعكس قوة الروابط والثقة المتبادلة، وتتيح التحضير لتمارين التشغيل البيني المشتركة.
وتعتبر “تونير” ثاني أكبر سفينة في البحرية الفرنسية بعد حاملة الطائرات “شارل ديغول”. وهي من فئة “ميسترال” متعددة الأغراض، قادرة على حمل عدة مروحيات وقوارب إنزال برمائية، إلى جانب مركز قيادة ومستشفى ميداني يسع 650 فردا. وتبرز هذه الخصائص مكانتها كمنصة مثالية للتدريب والتعاون الإقليمي في مختلف مهام الأمن البحري.