جدل حول حريق قارب “أسطول الصمود” في تونس.. هل هو استهداف بمسيرة إسرائيلية أم حادث داخلي؟

شهد ميناء سيدي بوسعيد التونسي صباح يومه الثلاثاء 9 شتنبر 2025 حالة استنفار، بعد إعلان منظمة أسطول الصمود العالمي أن أحد قواربها الرئيسية أصيب بضربة من طائرة مسيرة إسرائيلية أثناء وجوده في المياه التونسية، ما أدى إلى اندلاع حريق على متنه. ورغم الأضرار التي لحقت بالسفينة، أكد المنظمون أن جميع الركاب وأفراد الطاقم بخير.

وتظهر لقطات فيديو نشرها المنظمون تظهر جسما ملتهبا يسقط من السماء باتجاه القارب ما جعل منظمو الأسطول يقولون إن ما حدث هو هجوم إسرائيلي على القارب في المياه التونسية. لكن وزارة الداخلية التونسية سارعت إلى نفي هذه الرواية، مؤكدة أن الأنباء حول استهداف القارب بطائرة مسيرة “لا أساس لها من الصحة”، وأن الحادث ناتج عن انفجار داخلي أدى إلى اشتعال النيران في إحدى سترات النجاة. وأوضح متحدث باسم الحرس الوطني لإذاعة موزاييك المحلية أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق لم يكن ناجما عن هجوم خارجي.

ويرفع القارب المستهدف علم البرتغال ويحمل على متنه اللجنة التوجيهية للأسطول، وقد لحقت به أضرار في سطحه الرئيسي ومساحة التخزين السفلى. ورغم ذلك، شدد المنظمون في بيانهم على أن التحقيق في ملابسات الحريق لا يزال جاريا، وأن نتائج أوفى ستعلن لاحقا.

ويشارك في “أسطول الصمود” وفود من 44 دولة، من بينهم شخصيات بارزة مثل الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبري والسياسية البرتغالية اليسارية ماريانا مورتاغوا. وتهدف هذه المبادرة الدولية إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر قوارب مدنية، في خطوة رمزية لمناهضة الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ عام 2007.

عقب الحادث، تجمع العشرات خارج ميناء سيدي بوسعيد، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات من قبيل “فلسطين حرة”، في مشهد يعكس التضامن الشعبي مع قضية الأسطول ومهمته. ويخطط المنظمون لعقد مؤتمر صحفي في اليوم نفسه لتوضيح مستجدات ما جرى ومسار رحلتهم التي سبق أن عانت من تأخيرات بسبب الطقس وأحداث أخرى.

ورغم العراقيل، أكد القائمون على “أسطول الصمود” أن مهمتهم “السلمية لكسر الحصار عن غزة والتضامن مع شعبها” ستستمر بعزم أكبر، معتبرين أن ما وصفوه بـ”الأعمال العدوانية” لن تثنيهم عن المضي قدما. وفي وقت يزداد فيه الوضع الإنساني سوءا في غزة، يشكل هذا الأسطول رسالة رمزية للتضامن الدولي رغم الخلاف حول ظروف الحريق في تونس, في انتظار مستجدات حول الواقعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

بوريطة يجري اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية السنغالي الجديد

المنشور التالي

الأرصاد الجوية تحذر من أمطار قوية مصحوبة بالبرد في المملكة

المقالات ذات الصلة