كشف تقرير حديث صادر عن المركز المغربي للمواطنة عن وجود اختلالات مقلقة في السلوك المدني داخل الفضاءات العامة بالمغرب، مع تسجيل نسب مرتفعة من عدم الرضا لدى المواطنين بشأن مظاهر عدة، تتعلق بالاحترام المتبادل، والنظافة، والنظام، والتعايش المجتمعي.
وشمل الاستطلاع، الذي تم إنجازه بين 10 فبراير و13 مارس 2025، عينة تضم 1173 مشاركًا من مختلف الجهات، واستُند فيه إلى استبيان إلكتروني عبر فيسبوك وواتساب. وقد أوضحت النتائج أن أغلب المستجوبين غير راضين عن سلوكيات المواطنين في الأماكن العامة، خصوصًا فيما يتعلق باحترام الجار، والتعامل مع النساء، وكبار السن، والأشخاص في وضعية إعاقة.
ومن أبرز النقاط المثيرة للقلق، ضعف احترام قواعد النظافة، حيث عبّر 73.5% عن عدم رضاهم بخصوص رمي النفايات، في حين أكد 69.8% وجود سلوك غير مسؤول تجاه تجهيزات الفضاء العام، مثل الكراسي والإنارة.
كما أشار التقرير إلى أن الغش في المعاملات التجارية، وانتشار التسول، واحتلال الملك العمومي، والتحرش، والتدخين في الأماكن العامة، كلها ظواهر سلبية متجذرة في الحياة اليومية وتؤثر على جودة العيش المشترك.
وفي ظل الاستعدادات لاحتضان المغرب لنهائيات كأس العالم 2030، أبدى 84.8% من المشاركين تخوفهم من تأثير الغش التجاري ورفع الأسعار المبالغ فيه على صورة المغرب دوليًا، تليه مظاهر أخرى كالتسول، وغياب المراحيض النظيفة، وعدم احترام الطوابير.
وخلص التقرير إلى أن تعزيز السلوك المدني يتطلب مقاربة شمولية تقوم على ثلاثة مرتكزات: التربية والقدوة، الزجر وتطبيق القانون، والمشاركة المجتمعية، داعيًا إلى إطلاق حملة وطنية تواكب تنظيم كأس العالم 2030 لتعزيز قيم المواطنة والانضباط والاحترام.
