ذكرت صحيفة “فوزبوبولي” الإسبانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يواجه ثلاث عقبات رئيسية في حال قرر نقل قاعدتي روتا ومورون العسكريتين من إسبانيا إلى المغرب، وذلك في ظل تصاعد التوترات مع الحكومة الإسبانية بشأن الخلافات حول الإنفاق الدفاعي.
وازدادت هذه الدعوات بعد تصريح للسيناتور الأمريكي السابق روبرت غرينواي، المقرب من ترامب، الذي اقترح علنا إعادة تمركز القوات الأمريكية في المغرب، إذ نشر مقطع فيديو لترامب وهو ينتقد رفض إسبانيا رفع إنفاقها الدفاعي، وأرفقه بتعليق قال فيه “حان الوقت لنقل قواعد روتا ومورون إلى المغرب”.
وشددت الصحيفة على أن تنفيذ مثل هذا القرار يصطدم بثلاثة عوائق رئيسية، أولها يتعلق بالجانب اللوجستي، حيث أشار التقرير إلى أن المغرب لا يمتلك منشآت عسكرية جوية-بحرية بمستوى قاعدة روتا، سواء من حيث البنية التحتية أو القدرات الاستيعابية. كما أن القاعدة الأمريكية في إسبانيا تستوعب حاليا عددا كبيرا من القوات، مما يصعب نقل هذه القوات إلى أي دولة مجاورة، بما في ذلك المغرب.
أما العائق الثاني يتعلق بانتماء إسبانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، حيث تعد قاعدة روتا الإسبانية موقعا رئيسيا لأسطول المدمرات الأمريكية المزودة بنظام الصواريخ “AEGIS”، الذي يشكل جزءا من الدرع الصاروخي الأوروبي. ولا يسمح الإطار القانوني للناتو بنقل هذه الأنظمة العسكرية إلى دولة ليست عضوا في الحلف مثل المغرب، مما يعقد مسألة النقل.
والعائق الثالث فيتعلق بالعلاقة التاريخية والاجتماعية بين قاعدة روتا والوجود العسكري الأمريكي في إسبانيا، والذي يعود إلى اتفاقيات مدريد في 1953. وقد تطور هذا الوجود ليشمل حوالي 3,000 عائلة أمريكية، مما جعل من الصعب فك هذا الارتباط بعد ما يقرب من سبعة عقود من التعاون العسكري والاجتماعي.
وتشير الصحيفة إلى أن التوتر السياسي بين ترامب ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خاصة بعد رفض الأخير الالتزام برفع ميزانية الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي في قمة لاهاي، قد يعزز من فرص المغرب في الاستفادة من هذه التطورات. ويشير التقرير إلى أن المغرب يراقب هذه التحولات بعناية، بالنظر إلى التعاون العسكري والدبلوماسي المتزايد بين الرباط وواشنطن.
وتعد قاعدة روتا، التي تأسست بموجب اتفاق تعاون دفاعي بين الولايات المتحدة وإسبانيا في 1953، واحدة من أكثر المواقع العسكرية الأمريكية أهمية في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا. ويذكر أنه أنه سبق أن طرح خيار نقل جزء من الأسطول الأمريكي إلى قاعدة “القصر الصغير” المغربية خلال الولاية الأولى لترامب، وذلك في تقارير إعلامية تعود إلى يوليو 2020.