أعلنت السلطات الألمانية، أول أمس الخميس 7 غشت 2025، اعتقال خمسة سوريين في إطار عملية أمنية واسعة ومنسقة مع كل من هولندا والبوسنة، استهدفت شبكة متهمة بتهريب مئات المهاجرين إلى أوروبا عبر ما يعرف بـ”طريق البلقان”. وتمكنت الفرق الأمنية من ضبط أدلة ووسائل نقل ومبالغ مالية يشتبه بأنها من عائدات هذه الأنشطة غير القانونية، في خطوة تعكس تشديد الرقابة على شبكات التهريب العابرة للحدود.
وأوضحت شرطة ميونيخ والنيابة العامة في بلدة فايدن بولاية بافاريا أن العملية نفذت بالتعاون مع وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول” و”يوروجست”، وشملت مداهمات في ألمانيا وهولندا. وأسفرت الحملة عن اعتقال الرجال الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و37 عاما، وسط اتهامات بقيامهم منذ عام 2021 بتهريب نحو 500 شخص إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى عبر طريق البلقان، مع ترجيحات بكون العدد الفعلي أكبر بكثير.
وأشارت بيانات السلطات إلى أن الشبكة أقرت بتهريب حوالي 480 شخصا يوميا خلال عام 2022 وحده، في عمليات منظمة استهدفت بالأساس مهاجرين سوريين. وكشفت التحقيقات أن تكلفة تهريب الفرد الواحد بلغت 4,500 يورو، فيما حققت الشبكة أرباحا تجاوزت 1.4 مليون يورو بين عامي 2022 و2025، وهو ما يسلط الضوء على حجم المكاسب المالية التي تدرها تجارة تهريب البشر.
ونفذت الشرطة الألمانية والهولندية مداهمات لعدة شقق في دورتموند وبوخوم، بالإضافة إلى عقار في بلدة هوتن الهولندية، وضبطت هواتف ذكية تحتوي على بيانات مهمة للتحقيق، ومركبات استخدمت في عمليات التهريب، ومبالغ مالية يُشتبه بأنها من عائدات الجرائم، فضلا عن كميات صغيرة من المخدرات. وتأتي هذه العملية في إطار الجهود الأوروبية المشتركة لتفكيك شبكات التهريب التي تستغل الأوضاع الإنسانية لتحقيق أرباح غير مشروعة.