أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، مساء أمس الخميس 10 يوليوز 2025، عن فتح تحقيق رسمي ضد منتخب الجزائر للسيدات، على خلفية ما وصفه بـ”اشتباه في خرق قوانين ولوائح الهيئة القارية”، خلال مشاركته في نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات، التي يحتضنها المغرب حاليا. ورغم أن بيان “الكاف” لم يحدد طبيعة هذه المخالفات، إلا أن المؤشرات تحيل إلى ممارسات ذات طابع سياسي مست الجوانب التنظيمية والرمزية للبطولة، وأثارت جدلا واسعا داخل الأوساط الكروية والإعلامية.
تمثلت هذه الواقعة الأكثر إثارة في إقدام مدرب ولاعبات المنتخب الجزائري على حجب شعار المملكة المغربية من شارات الاعتماد المخصصة للدخول إلى الملاعب، إضافة إلى استعمال شريط لاصق أسود لإخفاء شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على دكة البدلاء، خلال المواجهة التي جمعت الجزائر بمنتخب بوتسوانا على أرضية ملعب “الأب جيكو” بمدينة الدار البيضاء. هذا التصرف أثار استياء عارما لدى الرأي العام المغربي، ودفع حتى بعض المعلقين الرياضيين الجزائريين إلى التنديد بما وصفوه بـ”العبث غير المسؤول” الذي يقحم الرياضة في حسابات سياسية ضيقة.
ولم تكن تصرفات المنتخب الجزائري معزولة، بل جاءت امتدادا لسلوك سياسي متكرر تجاه المغرب، يعكس توجها ممنهجا داخل المؤسسات الرسمية الجزائرية، بما في ذلك الإعلام العمومي. فحتى في تغطيات شهدت تألقا مغربيا لافتا، كما في كأس العالم “قطر 2022”، تجنبت القنوات الرسمية الجزائرية ذكر اسم “المغرب”، مكتفية بالإشارة إلى الخصوم دون الاعتراف بمشاركة المملكة. وفي بطولة “كان السيدات” الحالية، تجاهلت منشورات الاتحاد الجزائري لكرة القدم الإشارة إلى اسم البلد المضيف، مروّجة لملصقات تقتصر فقط على شعار “الكاف”.
وسط هذا المشهد، تجد السلطات الكروية الجزائرية نفسها أمام امتحان صعب في الشهور المقبلة، خصوصا مع احتضان المغرب لبطولات قارية كبرى، على رأسها نهائيات كأس أمم إفريقيا للرجال في دجنبر المقبل. ويتعين على الجزائر، عاجلا أو آجلا، أن تحسم موقفها بين مواصلة هذا النهج التصادمي المكشوف، أو العودة إلى منطق الرياضة كأرضية مشتركة بين الشعوب، تتجاوز الخلافات السياسية وتكرس القيم الأولمبية النبيلة.