يشهد العالم تطورًا خطيرًا في التهديدات الرقمية التي تستهدف الأجهزة المحمولة، وفقًا لتقرير صادر عن شركة كاسبرسكي، والذي تم الكشف عنه خلال المؤتمر العالمي للجوال 2025 والذي اختتم الأسبوع الماضي ببرشلونة الإسبانية. حيث أظهر التقرير ارتفاعًا حادًا في الهجمات المصرفية عبر برمجيات “أحصنة طروادة”، إذ ارتفع عددها بنسبة 196% خلال عام واحد، لتصل إلى أكثر من 1.24 مليون هجمة على هواتف أندرويد الذكية في 2024. يعكس هذا النمو تحولًا في استراتيجية القراصنة، حيث أصبحوا يركزون على الانتشار الواسع بدلاً من تطوير برمجيات معقدة، مما يجعل المستخدمين العاديين أكثر عرضة لهذه الهجمات.
بالتوازي مع هذا التصاعد، تزداد خطورة برمجيات التجسس، التي أصبحت من أخطر الأدوات المستخدمة في سرقة البيانات الشخصية والمالية. فقد تعرض نحو 26 مليون جهاز للاختراق بواسطة هذه البرمجيات بين عامي 2023 و2024، منها أكثر من 9 ملايين خلال العام الماضي وحده. تعمل هذه البرمجيات على سرقة المعلومات المصرفية وكلمات المرور وملفات تعريف الارتباط، ليتم بيعها لاحقًا في الأسواق السوداء على الإنترنت المظلم، مما يزيد من حالات الاحتيال المالي والابتزاز الإلكتروني، ويجعل بيانات المستخدمين في خطر مستمر.
تعتمد الهجمات الإلكترونية على أساليب متنوعة ومتطورة، حيث يستخدم القراصنة تطبيقات مزيفة أو معدلة، مثل الإصدارات غير الرسمية من واتساب المصابة ببرمجية “تريادا”، لاختراق بيانات المستخدمين. كما يتم نشر الروابط الخبيثة عبر الرسائل النصية القصيرة أو تطبيقات المراسلة، مستغلين الأخبار الرائجة لإثارة شعور بالإلحاح لدى الضحايا ودفعهم للتفاعل مع الروابط دون تفكير. ومع تزايد هذه المخاطر، يصبح من الضروري تعزيز الوعي الأمني واتخاذ تدابير الحماية اللازمة لحماية البيانات الشخصية من الاختراق.