شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوما لاذعا على رجل الأعمال والملياردير إيلون ماسك، بعد إعلان الأخير تأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم “حزب أمريكا”، في خطوة وصفها ترامب بأنها “سخيفة” وتفتقد للواقعية. وقال ترامب للصحافيين، أول أمس الأحد 6 يونيو 2025، من ولاية نيوجيرسي، إن “النظام السياسي في أميركا صمم ليبقى قائما على حزبين”، مؤكدا أن أي محاولة لتأسيس حزب ثالث “لن تزيد إلا من الفوضى والانقسام”. وأضاف الرئيس الأميركي: “نحن نحقق نجاحا باهرا مع الحزب الجمهوري، والحزب الثالث لم ينجح يوما، لذا يمكنه (ماسك) أن يتسلى بما يشاء، لكنني أعتقد أنها خطوة سخيفة”.
وكان ماسك، الذي يعد أكبر المتبرعين لحملة ترامب الرئاسية لعام 2024، قد أعلن السبت عن تأسيس حزبه السياسي الجديد، بعد شهر من تصاعد الخلاف بينه وبين الرئيس الأميركي على خلفية تمرير مشروع قانون الميزانية الفيدرالية. ورغم علاقة وثيقة جمعت الرجلين خلال السنوات الماضية، وتعاون مكثف في إطار “لجنة الكفاءة الحكومية” التي ترأسها ماسك لتقليص الهدر المالي، إلا أن انتقاد الملياردير لمشروع الميزانية الذي وصفه ترامب بـ”الكبير الجميل” مثّل لحظة قطيعة واضحة بين الطرفين.
وتأتي هذه التطورات لتكرس تحولا دراماتيكيا في العلاقة بين ماسك وترامب، إذ إن الملياردير الأميركي لم يكتف بالانسحاب من اللجنة الرئاسية في ماي الماضي، بل ألمح حينها إلى احتمال دخوله معترك السياسة بشكل مستقل، وهو ما تحقق الآن مع ولادة “حزب أمريكا”. ويطرح هذا المستجد تساؤلات جدية حول تأثير الحزب الجديد على الخارطة السياسية الأميركية، خصوصا في ظل انتخابات رئاسية مرتقبة تشهد احتداما متصاعدا بين الجمهوريين والديمقراطيين.