في مشهد سياسي أمريكي يزداد انقسامًا، يواصل الرئيس السابق دونالد ترامب إثارة الجدل، ليس فقط بنيّته الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، ولكن بتلميحاته المتكررة إلى إمكانية خوض ولاية ثالثة، رغم أن الدستور الأمريكي يمنع ذلك صراحة.
تعديل الدستور الأميركي الثاني والعشرون يُقيّد الرئاسة بفترتين فقط، لكن ترامب لمّح في أكثر من مناسبة إلى فكرة الترشح مجددًا، بل وذهب أبعد من ذلك، حين سُئل مازحًا عن منافسة أوباما في ولاية ثالثة، ليجيب مبتسمًا: “سأرحب بذلك”.
لكن المثير للقلق هو الخطاب المتصاعد في أوساط مؤيديه المتشددين، والذين بدأوا ينظرون إليه كما لو كان “خليفة” سياسيًا، رمزًا مقدسًا يتجاوز المؤسسات الديمقراطية. في نظرهم، ترامب ليس مجرد زعيم سياسي، بل “المنقذ” الذي سيُطهّر الدولة من الفساد، ويُعيد “أمريكا الحقيقية” إلى مسارها، حتى لو تطلّب الأمر مواجهة القضاء، الإعلام، أو حتى نتائج الانتخابات.
يُروج هذا التيار لفكرة “الانتقام المقدّس”، حيث يعد ترامب بـ”تطهير” واشنطن من من وصفهم بـ”الخونة” في أجهزة الدولة، في خطاب أقرب إلى الثأر منه إلى الديمقراطية. هذا الخطاب يفتح الباب لتساؤلات خطيرة حول مستقبل النظام السياسي الأمريكي، واحترام التداول السلمي للسلطة.
في ظل هذه التحركات، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيسمح النظام الأمريكي بعودة “الزعيم الأوحد”؟ أم أن مؤسساته ستصمد أمام رياح “الخلافة السياسية” الجديدة؟
