أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثناء حديثه للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، أنه يستعد لرفع دعوى قضائية ضخمة ضد هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، مطالباً بتعويض قد يصل إلى خمسة مليارات دولار، بسبب ما وصفه بـ”توليف مضلل ومتعمد” لأحد خطاباته في وثائقي بُث قبل الانتخابات الأميركية لعام 2024. ورغم اعتذار الشبكة البريطانية وسحب الوثائقي، اعتبر ترامب أن ما حدث “غش واضح”، مؤكداً أن الخطوة القانونية قد تُتخذ خلال الأسبوع المقبل.
القضية التي أطاحت بالمدير العام لـ”بي بي سي” ورئيسة قسم الأخبار تحولت سريعاً إلى أزمة إعلامية وسياسية بين واشنطن ولندن، خصوصاً بعد الاتهامات الأميركية بأن المؤسسة البريطانية فقدت حيادها. وفي المقابل، أكدت “بي بي سي” أنه لا أساس قانونياً لرفع دعوى تشهير، مشيرة إلى أن الوثائقي لم يُعرض داخل الولايات المتحدة ولم يؤثر في المسار الانتخابي، فيما واصل ترامب اتهاماته مطالباً بمحاسبة من وصفهم بـ”الصحافيين الفاسدين”.
وتتعقد القضية أكثر بعد إعلان “بي بي سي” فتح تحقيق جديد بشأن توليف آخر لخطاب ترامب نفسه في برنامج بُث عام 2022، ما زاد من حدة الانتقادات داخل بريطانيا حول مهنية المؤسسة ومعاييرها التحريرية. وبينما يستعد ترامب لطرح الملف أمام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يترقب المشهد الإعلامي والسياسي تطورات هذه المعركة التي باتت تهدد بإحداث شرخ غير مسبوق في العلاقات الإعلامية بين البلدين.