تراجع السياحة في الولايات المتحدة بسبب سياسات ترامب تجاه كندا وتشديد إجراءات الدخول

تراجعت السياحة في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، خاصة من الجانب الكندي، وذلك نتيجة لسياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي زادت من التوتر الدبلوماسي والتجاري بين البلدين. وقد تصاعدت الدعوات في كندا لمقاطعة السفر إلى الولايات المتحدة كرد فعل على الرسوم الجمركية والإجراءات السياسية العدائية، ما انعكس في أرقام رسمية تشير إلى انخفاض بنسبة 23% في عدد الكنديين الذين سافروا برًّا إلى الولايات المتحدة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

إضافة إلى التوتر السياسي، فرضت السلطات الأمريكية قيودًا جديدة على الزوار الكنديين، من بينها إلزام من يمكث في البلاد أكثر من 30 يومًا بالتسجيل لدى السلطات الأمريكية. هذا القرار، المتوقع دخوله حيز التنفيذ قريبًا، يهدد بشكل مباشر السياح الكنديين الذين يفضلون قضاء فصل الشتاء في ولايات مثل أريزونا وفلوريدا، وهي فئة تسهم سنويًا بمليارات الدولارات في الاقتصاد المحلي الأمريكي، ما يجعل هذا الإجراء مثار قلق كبير في أوساط قطاع السياحة.

تأثرت شركات الطيران الكندية أيضًا بهذه السياسات، حيث سجلت شركة WestJet ارتفاعًا في الطلب على الرحلات نحو أمريكا اللاتينية، مما يعكس تحولًا تدريجيًا في اختيارات المسافرين الكنديين. هذا الاتجاه يُعدّ بمثابة إنذار للسوق السياحي الأمريكي، الذي لطالما اعتمد على الجار الشمالي كمصدر رئيسي للسياح طوال العقود الماضية، خاصة في فترات الشتاء.

ولم تقتصر التداعيات على الكنديين فقط، إذ أن السياسات الجديدة لإدارة ترامب، بما فيها تشديد إجراءات الدخول ورفع مستوى التفتيش الأمني في المطارات، أثرت أيضًا على السياح من دول أخرى، فضلاً عن الطلاب والزوار المؤقتين ورجال الأعمال. كل هذه التدابير ساهمت في رسم صورة أكثر تعقيدًا وأقل ترحيبًا بالزائرين، وهو ما دفع بالعديد من المسافرين إلى إعادة النظر في خططهم والبحث عن وجهات بديلة أقل تعقيدًا وأكثر ترحيبًا.

ويتوقع خبراء السياحة أن تتسبب هذه العوامل مجتمعة في خسائر اقتصادية كبيرة للولايات المتحدة، خاصة مع التراجع الواضح في أعداد السياح القادمين من كندا. وتشير تقديرات بعض الهيئات المختصة إلى أن انخفاضًا بنسبة 10% في أعداد الزوار الكنديين وحدهم قد يؤدي إلى خسارة تفوق 2 مليار دولار أمريكي وفقدان آلاف الوظائف. في ظل استمرار هذه السياسات، يبقى مستقبل السياحة الأمريكية مرهونًا بإعادة النظر في الخطاب السياسي والإجراءات التنظيمية المرتبطة بدخول البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

إشهار مسدس وهمي في الرباط بسبب خلاف مروري

المنشور التالي

المغرب يهزم النيجر ويعزز صدارته في تصفيات مونديال 2026

المقالات ذات الصلة