في خطوة تعزز جهود المغرب في تدوير النفايات البلاستيكية وتحويلها إلى موارد طاقية، نجحت شركة “بيستون” الصينية في تركيب وتشغيل وحدة التحلل الحراري للبلاستيك (BJL-16) في البلاد. ويهدف المشروع إلى استغلال النفايات البوليمرية عبر تقنية التحلل الحراري لإنتاج مواد طاقية قابلة للاستخدام، مما يساهم في تقليل التلوث البيئي وتعزيز الاستدامة. وقد تم تنفيذ عملية التركيب وفق معايير دقيقة، حيث جرى تجهيز الفرن الرئيسي بمواد عازلة لضمان الكفاءة الحرارية، إلى جانب ربط نظام التغذية الهيدروليكي بباب المفاعل لضمان تدفق آمن للمواد.



وبعد اكتمال التركيب، خضعت الوحدة لاختبارات شاملة للتأكد من جاهزيتها وكفاءتها التشغيلية. تضمنت هذه الاختبارات فحص إحكام الوصلات لمنع أي تسرب، إضافة إلى إجراء تجربة إنتاج باستخدام إطارات مستعملة كمادة أولية. وقد أظهرت الاختبارات قدرة النظام على تحقيق مستويات إنتاج متوقعة، ما يؤكد نجاح المشروع في تحقيق أهدافه التشغيلية والبيئية. كما شمل المشروع تركيب نظام تكثيف متطور يسمح بتحويل الغازات المتولدة إلى سوائل هيدروكربونية قابلة لإعادة الاستخدام، وفقًا للجدول الزمني المحدد.

وفي ختام عملية التشغيل والتجريب، قامت شركة “بيستون” بتسليم المصنع رسميًا للمشغل المغربي، حيث تم التوقيع على الوثائق التقنية التي تضمن توافق المشروع مع المواصفات المعتمدة. ويمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة في تطوير تقنيات إعادة تدوير البلاستيك في المغرب، إذ يوفر المصنع الجديد قدرة صناعية فعالة لتحويل النفايات البلاستيكية إلى منتجات طاقية قابلة للاستغلال، ما يسهم في تقليل الاعتماد على الموارد الأحفورية التقليدية.
ويأتي هذا المشروع في سياق الجهود الوطنية لتعزيز الاقتصاد الدائري والاستفادة من النفايات بطريقة مستدامة، بما يتماشى مع المعايير البيئية المعتمدة. ومن المتوقع أن يساهم المصنع الجديد في تحسين إدارة النفايات البلاستيكية بالمغرب وتقليل آثارها السلبية على البيئة، مع توفير مصدر جديد للطاقة من خلال عمليات التحلل الحراري المتقدمة.