في حدث غير مسبوق في عالم الموضة، سجلت حقيبة “بيركين” الأصلية من علامة “هيرميس” (Hermés) رقما قياسيا تاريخيا بعد أن بيعت في مزاد علني بالعاصمة الفرنسية باريس بمبلغ خيالي بلغ 10.1 ملايين دولار. الحدث الذي نظمته دار “سوذبيز” العريقة يوم الخميس 10 يوليوز 2025، استغرق 10 دقائق فقط من المزايدات المحتدمة بين تسعة من كبار جامعي التحف، انتهى بانتصار مشترٍ مجهول الهوية من اليابان، حصل على ما يعد اليوم جوهرة نادرة من تاريخ الأزياء الراقية.
وراء هذه الحقيبة قصة تحاكي أفلام الصدفة والإلهام، بدأت على متن طائرة عام 1981، حين جلست المغنية والممثلة البريطانية جين بيركين إلى جانب جان لويس دوما، الرئيس التنفيذي لدار “هيرميس”. وبينما كانت تحاول ترتيب مقتنياتها التي تناثرت على الأرض، تساءلت عن سر غياب الحقائب الكبيرة والأنيقة في السوق، فما كان من “دوما” إلا أن التقط كيس التقيؤ الخاص بالطائرة ورسم عليه الخطوط الأولى لتصميم سيغدو لاحقا أحد أشهر رموز الموضة الفاخرة.
وطرحت أول نسخة من “بيركين” في الأسواق سنة 1985، بناء على رغبة بيركين في أن تحمل الحقيبة اسمها. أما النسخة التي بيعت في المزاد، فهي القطعة الأصلية التي صنعت خصيصا لها من الجلد الأسود الفاخر، وتعد النموذج الأولي الذي مهد لواحدة من أكثر السلع رفاهية وقيمة في العالم.
وبهذا السعر القياسي، أصبحت بيركين الأصلية ثاني أغلى قطعة أزياء تباع في التاريخ، بعد الحذاء الأحمر الذي ارتدته جودي غارلاند في فيلم “ساحر أوز” والذي بيع مقابل 32.5 مليون دولار عام 2024، كما أصبحت أغلى حقيبة يد تُباع في مزاد علني على الإطلاق، متجاوزة حقيبة “هيرميس كيلي 28” التي بيعت سابقاً بأكثر من 500 ألف دولار. مرة أخرى، تثبت الموضة أن بعض لحظاتها الأكثر عبقرية لا تُولد في الورش أو العواصم، بل في لحظات عابرة على ارتفاع 30 ألف قدم.
