تقع جمهورية بنين في غرب إفريقيا، وتحدها توغو من الغرب ونيجيريا من الشرق وبوركينا فاسو والنيجر من الشمال، بينما يطل جنوبها على خليج غينيا. وتعد العاصمة بورتو نوفو المدينة الرسمية للدولة، إلا أن كوتونو، العاصمة الاقتصادية، هي مركز الحياة السياسية والثقافية الحقيقي. تمتد البلاد على مساحة تقارب 115 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 13 مليون نسمة، معظمهم من الشباب، ما يجعلها دولة فتية بطموحات تنموية كبيرة.
يُعرف بنين بتنوعه الثقافي واللغوي، إذ تحتضن البلاد أكثر من خمسين مجموعة عرقية، من بينها الفون والأدجا واليوروبا. وتلعب التقاليد دوراً محورياً في الحياة اليومية، خاصة الديانة الفودو التي نشأت في هذه المنطقة وأثرت لاحقاً على معتقدات دينية مماثلة في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية. وتزخر بنين بمهرجانات شعبية ملونة، أبرزها “عيد الفودو” الذي يجتذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
اقتصادياً، يعتمد بنين على الزراعة بشكل رئيسي، لا سيما في إنتاج القطن الذي يمثل المصدر الأول للصادرات. كما تعمل الحكومة على تنويع الاقتصاد من خلال الاستثمار في السياحة والبنى التحتية وتحسين مناخ الأعمال. ورغم التحديات التنموية، يعرف الاقتصاد البنيني نمواً تدريجياً في السنوات الأخيرة بدعم من مؤسسات دولية وبرامج إصلاحية.
من الناحية السياسية، شهدت بنين تجربة ديمقراطية تُعد من الأقدم نسبياً في القارة بعد أن تحولت إلى نظام التعددية الحزبية في أوائل تسعينات القرن الماضي. إلا أن هذه التجربة واجهت في السنوات الأخيرة انتقادات متزايدة بشأن تراجع الحريات السياسية وتضييق المجال أمام المعارضة، وهو ما يثير قلق المراقبين الدوليين بشأن مستقبل الحكم في البلاد.
تربط بنين بالمغرب علاقات دبلوماسية جيدة، تتجلى في التعاون في مجالات التعليم والتكوين المهني والتبادل الثقافي. كما تُعد بنين من الدول الداعمة لمواقف المغرب في عدة قضايا إفريقية، ما يعكس تناغماً في الرؤية المستقبلية بين البلدين في سياق تعزيز شراكات جنوب–جنوب قائمة على الاحترام والتنمية المتبادلة.
