جددت جمهورية بنما، أمس الإثنين 16 يونيو 2025، موقفها الداعم لمغربية الصحراء، معلنة دعمها الصريح والمباشر لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، واعتبارها القاعدة الواقعية والوحيدة لتسوية النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية. وجاء هذا الموقف خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية البنمي، خافيير مارتينيث أتشا، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في الرباط، شدد فيه على أن بلاده تثمن الدينامية البناءة التي يشهدها هذا الملف تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.
وأوضح الوزير البنمي أن بلاده، بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن، تعتبر أن الوقت قد حان لإيجاد حل نهائي وذي مصداقية لهذا النزاع الذي طال أمده، مبرزا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل التصور الأنسب للتقدم نحو اتفاق دائم وسلمي, كما أكد أن بنما، التي سبق أن علقت علاقاتها مع ما يعرف “بالجمهورية الصحراوية” في نونبر الماضي، تظل ملتزمة بمبادئ الشرعية الدولية، وداعمة لجهود الأمم المتحدة والأمين العام لإيجاد تسوية تقبل بها جميع الأطراف.
وفي البيان المشترك الموقع بين الطرفين، شدد المغرب وبنما على تمسكهما الصريح بمبدأي السيادة والوحدة الترابية للدول، مع التأكيد على مواصلة العمل المشترك لإرساء السلام والاستقرار في مناطق التوتر، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي, كما نوه الجانبان بالعلاقات الثنائية التي وصفاها بالنموذجية، مشيرين إلى التفاهم العميق والاحترام المتبادل الذي يطبع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصا في ما يتعلق بتبادل الخبرات والدعم المتبادل داخل المحافل الدولية.
ويذكر أن بنما كانت قد أعلنت، في بلاغ رسمي صادر عن خارجيتها في نونبر 2024، تعليق علاقاتها مع الكيان الانفصالي، في خطوة أكدت فيها التزامها بمبادئ سياستها الخارجية القائمة على الواقعية، وحرصها على المصلحة الوطنية والعمل متعدد الأطراف. وتشكل هذه الخطوة البنمية تأكيدا جديدا على تراجع الدعم الدولي للأطروحات الانفصالية، وتقدما ملموسا للدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء داخل فضاء أمريكا اللاتينية.
