مع حلول شهر رمضان المبارك، يتزايد الاهتمام بالأعمال الخيرية التي تجسد روح التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع، وتعد الجمعيات الخيرية من أبرز الفاعلين في هذا المجال، حيث تساهم بشكل كبير في دعم الأسر المحتاجة عبر مبادرات متنوعة، من بينها توزيع القفف الرمضانية وتنظيم الإفطارات الجماعية، ما يساعد الفئات الضعيفة على تجاوز الصعوبات خلال هذا الشهر الفضيل.
جمعية قدوة للثقافة والتنمية
وفي هذا الإطار، صرحت ثريا أمطوط، الكاتبة العامة لجمعية قدوة للثقافة والتنمية لموقع THE PRESS، أن الجمعية حرصت في إطار برنامجها السنوي، على إطلاق مبادرة الإفطارات اليومية، التي جاءت بمبادرة من منخرطات الجمعية، بهدف تقديم الدعم للفئات الهشة خلال الشهر الكريم. وأوضحت الكاتبة العامة ان رغم حداثة تأسيس الجمعية، تمكنت “قدوة” من توزيع ما بين 50 إلى 60 وجبة يوميا، أي ما يزيد عن 1500 وجبة طيلة شهر رمضان، إضافة إلى توزيع القفف الرمضانية التي تتضمن المواد الغذائية الأساسية، لضمان توفير احتياجات الأسر المحتاجة طيلة الشهر.

وأضافت أمطوط أن “قدوة” ركزت على دعم الأسر التي تعاني من أوضاع مادية صعبة، حيث يتم التنقل مباشرة إلى منازلهم لتقديم وجبات الإفطار، كما تولي الجمعية اهتماما بفئات أخرى، مثل عمال البناء الذين يضطرون للمناوبة الليلية، ورجال النظافة الذين يواصلون عملهم خلال أوقات الإفطار، بالإضافة إلى رجال الشرطة, حيث يتم توزيع الوجبات عليهم في أماكن عملهم.
وأكدت أمطوط أن هذه المبادرة لم تقتصر على تقديم المساعدات الغذائية فقط، بل ساهمت أيضا في تعزيز روح التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع. وأشارت إلى أن التجربة كانت إيجابية, حيث لاقت استحسانا كبيرا سواء من طرف المستفيدين أو المتطوعين. كما أن الأجواء التي سادت خلال تنفيذ المبادرة كانت مليئة بالفرح وروح العطاء، خاصة مع مشاركة الشباب والأطفال، وهو ما يساهم في غرس قيم الخير والتعاون في نفوسهم، وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، ليصبح العطاء سلوكا دائما يتجاوز حدود الشهر الفضيل.
مجموعة مشاعل الخير
وفي رحلة إنسانية امتدت لخمس سنوات، تواصل جمعية مشاعل الخير رسم البسمة على وجوه المحتاجين وترسيخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي. فمنذ تأسيسها، حرصت الجمعية على تنظيم مبادرات خيرية خلال عطلة نهاية الأسبوع في الشهر الأبرك، شملت توزيع القفف الغذائية، زيارة دور الأيتام، وتقديم وجبات الإفطار للصائمين.

يقول اسامة افروخ رئيس جمعية مشاعل الخير لموقع THE PRESS أن المبادرة انطلقت في عامها الأول بتوزيع 100 وجبة إفطار، لكن مع تزايد أعضاء الجمعية وتنامي الوعي بأهمية العمل الخيري، اتجهت الجمعية هذه السنة إلى تنظيم إفطارات يومية، توفر خلالها 20 وجبة يوميا، و 200 افطار خلال عطلة نهاية الاسبوع، في خطوة تعكس حجم المجهودات المبذولة لتوسيع دائرة المستفيدين.
كما يتمثل جهد مشاعل الخير هي الاخرى في تركيزها على الفئات الأكثر هشاشة، حيث تستهدف أطفال الشوارع، المشردين، والعاملين البسطاء الذين يجدون صعوبة في توفير وجباتهم اليومية. وبفضل روح الفريق والتفاني في خدمة المجتمع، أصبحت الجمعية نموذجا يُحتذى به في مجال العطاء، ورسالة واضحة بأن الخير مستمر رغم التحديات.