جيل ولد في في زمن الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي سمي ب”جيل زد” كان موضوع النقاش العمومي في المغرب خلال نهاية الاسبوع الماضي, احتجاجات و مواقف جديدة مرتبطة بالقيم وأنماط العيش وتصورات المستقبل تعكس تطلعاته للنهوض بالمجتمع.
و في هذا السياق صرح الأستاذ الباحث في علم الاجتماع علي شعباني لموقع THE PRESS, أن الاختلافات بين الأجيال لا يمكن وصفها بصراع بل برؤية مختلفة تتفاوت فيها التطلعات والطموحات, فجيل الآباء عاش في ظروف تاريخية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية ودينية وثقافية تختلف تماما عن تلك التي يعيشها الجيل الحالي.
و الجيل الحالي المسمى “جيل زد” والذي تتراوح أعمار أفراده بين 16 و 25 سنة، نشأ في بيئة رقمية مفتوحة على ثقافات متعددة، ما جعله يقارن واقعه بمجتمعات أخرى ويطور تصورات تختلف جذريا عن أجيال السلطة التي تنتمي للأجيال السابقة، وهو ما يفسر بعض التوترات التي نشهدها اليوم بما فيها عمليات الاعتقال الأخيرة للشباب.
ويؤكد الأستاذ الباحث أن خروج هذا الجيل إلى الشارع كشف عن المبادئ والقيم التي يؤمن بها، والتي تتمحور حول تحسين التعليم والصحة وكرامة الإنسان والعدالة, ف”جيل زد” يرى أن العقل السليم لا يمكن أن يتشكل في جسم مريض، وأن التربية والتعليم جزء لا يتجزأ من بناء مجتمع متوازن, كما أن تصور هذا الجيل للحرية والمساواة وكرامة الإنسان يختلف عن الأجيال السابقة، وهو ما جعله يطالب بسياسات مجتمعية تستجيب لمبادئ العصر الحديث.
و أضاف الشعبني على أن الحكومة لم تستوعب بعد الإشارات والشعارات التي يرفعها الشباب، وهو ما أدى إلى شعورهم بالظلم بسبب أساليب التعامل التي يصفها بأنها قمعية, مشيرا أن إجراءات الاعتقال لم تأخذ بعين الاعتبار حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحرية التعبير، ما جعل الشباب يشعرون بأن مطالبهم المشروعة لم تسمع، وأنهم يجرون “كما تجر الخراف إلى المجازر” وفق وصفه.
وختم الباحث تصريحه بتأكيد أن تغيير المجتمع عملية طويلة المدى تتطلب أولا إصلاح العقليات على جميع الأصعدة: الحاكم، المعلم، الطبيب، والمستثمر. كما يشير إلى أن النجاح يتطلب تعاونا حقيقيا والعمل الجاد، بعيدا عن الإحباطات والتعطيلات، مستشهدا بنموذج المجتمعات الغربية التي عملت على بناء مؤسسات متوازنة وشاملة، وهو ما يسعى “جيل زد” لتحقيقه في المستقبل إذا توفرت النية الصادقة والإرادة الجماعية.