في تحوّل غير متوقع داخل عالم السلع الفاخرة، أطاحت مجموعة “Hermès” الفرنسية بمنافستها العملاقة “LVMH” من عرش القيمة السوقية، لتصبح الشركة الأعلى قيمة في مؤشر “كاك 40” لبورصة باريس.
فقد بلغت القيمة السوقية لـ Hermès عند إغلاق جلسة أمس الثلاثاء 15 أبريل 2025، نحو 248.6 مليار يورو (ما يعادل 282.2 مليار دولار)، متجاوزة بذلك LVMH التي توقفت عند 244.4 مليار يورو (277.4 مليار دولار)، وفق حسابات وكالة فرانس برس.
بهذا الإنجاز، لا تكتفي Hermès بتصدر ترتيب “كاك 40”، بل أصبحت أيضًا ثالث أكبر شركة في أوروبا من حيث القيمة السوقية، خلف كل من شركة البرمجيات الألمانية SAP ومجموعة الأدوية الدنماركية Novo Nordisk.
هذا التحول جاء في أعقاب تراجع قوي لأسهم LVMH، المتخصصة في السلع الفاخرة مثل لويس فويتون وديور، بعد إعلان نتائج ربع سنوية خيّبت آمال المحللين. وقد تضررت المجموعة من ضعف الطلب في الصين، أحد أسواقها الرئيسية، إلى جانب عدم اليقين الجيوسياسي في الولايات المتحدة، حيث سجلت انخفاضًا طفيفًا في الإيرادات، بالإضافة إلى ارتفاع الرسوم الجمركية.
منذ بداية 2025، خسرت أسهم LVMH أكثر من 23% من قيمتها، بينما تمكنت Hermès من الصمود، بل وحققت ارتفاعًا بنسبة 1.5%، متحدية بذلك الاتجاه التراجعي العام الذي يعصف بقطاع السلع الفاخرة بعد ازدهاره في فترة ما بعد الجائحة.
ويرى المحللون أن صعود Hermès يعزى إلى موقعها المتميز ضمن شريحة “الفخامة الفائقة”، حيث تستهدف زبائن فاحشي الثراء يشترون منتجات مثل حقائب “بيركين” و”كيلي” وأوشحتها الحريرية الأسطورية، بخلاف LVMH التي تعتمد على سوق أوسع وأقل حصرية.
بهذا الصعود، تؤكد Hermès أنها ليست فقط رمزاً للأناقة، بل لاعباً مالياً يصعب تجاوزه في مشهد الشركات الكبرى الأوروبية.
