في تصعيد خطير ينذر بانفجار الأوضاع مجددًا على الساحة اللبنانية، حذّر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، من التداعيات “الخطيرة والوخيمة” للغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، واعتبرها “نسفًا صريحًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701”، الذي وضع حدًا للحرب المدمرة بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006.
الغارة وقعت في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، 1 أبريل 2025، حين شنت طائرات حربية إسرائيلية ضربة مركزة على مبنى سكني في قلب الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة سبعة آخرين، بحسب مصادر طبية. وقد أحدث القصف أضرارًا جسيمة في الممتلكات، وخلّف حالة من الهلع بين السكان الذين استُفيقوا على دويّ الانفجارات.
بري وصف ما جرى بـ”الانتهاك السافر للسيادة اللبنانية”، مشيرًا إلى أن هذا العدوان لا يهدد فقط الاستقرار الداخلي بل يشعل فتيل مواجهة مفتوحة في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات متلاحقة اقتصادية وسياسية. وأضاف قائلاً: “السكوت عن هذا التصعيد يعني فتح الباب أمام دوامة جديدة من العنف قد لا تنجو منها المنطقة بأسرها”.
الجيش الإسرائيلي لم يعلق رسميًا على العملية، بينما نقلت بعض الوسائل الإعلامية الإسرائيلية أن الغارة استهدفت “موقعًا استراتيجيًا يستخدم لأغراض عسكرية”، في إشارة إلى نشاطات مرتبطة بحزب الله، وهو ما لم تؤكده أي جهة لبنانية حتى الساعة.
رئيس البرلمان دعا الأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة إلى “تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية”، والعمل الفوري على وقف الانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية. كما طالب الحكومة اللبنانية بتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، منتقدًا ازدواجية المعايير الدولية حين يتعلق الأمر بأمن لبنان.
من جانب آخر، سادت أجواء من التوتر والحذر في الشارع اللبناني، وسط مخاوف من أن تكون الغارة بداية لتصعيد أوسع بين إسرائيل وحزب الله، خاصة في ظل التوترات الإقليمية القائمة.
ويأتي هذا التطور في وقت يعاني فيه لبنان من فراغ رئاسي وشلل سياسي، ما يزيد من هشاشة الوضع الداخلي ويجعل البلاد عرضة لأي ارتدادات خارجية.
هل نحن على أعتاب مواجهة جديدة؟ هذا هو السؤال الذي بات يتردد بقوة في أروقة السياسة اللبنانية، وربما في دوائر القرار الدولي أيضًا.