شهدت موسكو تطورا دراماتيكيا، أمس الاثنين 7 يوليوز 2025، مع إعلان السلطات الروسية العثور على وزير النقل المقال، رومان ستاروفويت، ميتا داخل سيارته، بعد ساعات فقط من صدور مرسوم رئاسي يعلن إعفاءه من منصبه. وأكدت لجنة التحقيق الروسية أن ستاروفويت توفي بطلق ناري، مرجحة فرضية الانتحار، فيما لم تحدد السلطات بعد توقيت الوفاة بدقة، معلنة فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.
ولم ترفق الإقالة المفاجئة، التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين صباح الاثنين، بأي توضيحات رسمية، لكن مصادر مطلعة على الملف أكدت أن ستاروفويت، الذي عين وزيرا للنقل في مايو 2024 بعد سنوات من توليه حكم منطقة كورسك، كان يواجه اتهامات محتملة بالفساد المالي والاختلاس، وسط توقعات باعتقاله في مساء اليوم ذاته. وتشير التقارير إلى أن قضايا الفساد تتعلق بصفقات ترميم وبناء الطرق في مناطق أوكرانية خاضعة للسيطرة الروسية، وهي قطاعات لطالما ارتبطت بشبهات فساد.
وفيما اكتفت الحكومة بتعيين أندريه نيكيتين، نائب ستاروفويت، خلفا له في وزارة النقل، كثفت وسائل إعلام روسية من تغطيتها للقضية، متحدثة عن “ملف فساد ثقيل” يتصل بإدارته السابقة لمنطقة كورسك. وتعد هذه الحادثة واحدة من أكثر الوقائع المثيرة في أروقة السلطة الروسية في الأشهر الأخيرة، خاصة في ظل تكتم الكرملين وغياب التصريحات الرسمية عن خلفية القرار.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الإدارة الروسية حملة تشديد على الأداء الحكومي في القطاعات المرتبطة بالبنية التحتية، خصوصا في الأراضي المتنازع عليها أو الخاضعة لسيطرة موسكو في أوكرانيا. وتثير وفاة ستاروفويت المفاجئة تساؤلات بشأن مدى تغلغل الفساد في مؤسسات الدولة، ومستقبل الشخصيات المرتبطة بتلك الملفات، في وقت تزداد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية على النظام الروسي داخليا وخارجيا.