في خطوة استراتيجية لافتة، أعلن الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روتي، أمس الثلاثاء فاتح أبريل، عن عزمه إصلاح قسم “الدبلوماسية العامة” داخل الحلف، وذلك بهدف تعزيز فعالية الناتو في مواجهة حملات التضليل الإعلامي، ولا سيما تلك القادمة من روسيا. وتأتي هذه المبادرة في وقت تتصاعد فيه التهديدات الهجينة التي باتت تشكل تحديًا غير تقليدي للحلف، من بينها الهجمات السيبرانية وحملات التأثير المعلوماتي.
يهدف هذا التعديل إلى تحديث أدوات الناتو وآلياته في مجال التصدي للعمليات النفسية والدعائية، عبر تنسيق أفضل بين الدول الأعضاء، وتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية حول مصادر وأهداف حملات التضليل. وبحسب مصادر مقربة من الحلف، فإن هذا التحرك يُعد جزءًا من خطة أوسع لمراجعة البنية الإعلامية للناتو وضمان سرعة الرد على الأكاذيب التي تُبث عبر المنصات الرقمية.
ويرتبط هذا التوجه الجديد بسياق أمني دولي مضطرب، حيث تواجه الدول الأعضاء في الحلف تزايدًا في عمليات التخريب السيبراني ومحاولات زعزعة الاستقرار من قبل روسيا والصين. وتشمل هذه العمليات استهداف البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الطاقة والاتصالات، إضافة إلى حملات تضليل ممنهجة تهدف إلى التأثير على الرأي العام في الدول الغربية.
ويؤكد مراقبون أن استراتيجية روتي تمثل نقطة تحول في مقاربة الناتو للتهديدات غير التقليدية، خصوصًا في ظل إدراك متزايد بأن الحروب المستقبلية لن تُخاض فقط على الأرض، بل أيضًا عبر العقول والشاشات. هذا التحول يعكس رغبة الحلف في استعادة زمام المبادرة في ساحة الحرب المعلوماتية المتصاعدة.