المكتب الشريف للفوسفاط يضخ 52.5 مليار درهم في 2026 لتعزيز الإنتاج الأخضر والطاقة النظيفة

تعتزم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، الفاعل الوطني والعالمي الرائد في إنتاج الفوسفات والأسمدة، إطلاق استثمارات ضخمة بقيمة 52.5 مليار درهم خلال سنة 2026، في إطار برنامج استثماري طموح يروم رفع القدرة الإنتاجية للأسمدة، وتوسيع مشاريع تحلية مياه البحر، وتسريع الانتقال نحو الطاقة النظيفة. وتندرج هذه الخطوة ضمن توجه المجموعة نحو ترسيخ ريادتها الصناعية والبيئية على الصعيدين الوطني والدولي.

وتتصدر استثمارات المجموعة قائمة مشاريع المؤسسات العمومية بالمغرب، في وقت تتوقع فيه وزارة الاقتصاد والمالية أن تبلغ الاستثمارات العمومية الإجمالية نحو 179.7 مليار درهم سنة 2026، أي بزيادة 6% مقارنة بالعام السابق. ويشكل برنامج “OCP” الأخضر، الممتد بين 2023 و2027 بقيمة 130 مليار درهم، أحد أبرز المحاور في هذه الدينامية، إذ يهدف إلى رفع القدرة الإنتاجية للأسمدة من 12 إلى 20 مليون طن سنويا، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.

ويشمل البرنامج أيضا مشاريع كبرى لتحلية مياه البحر وتوليد الطاقة النظيفة، حيث تخطط المجموعة لتغطية كامل احتياجاتها من المياه الصناعية عبر التحلية مع نهاية العام الجاري، وإنتاج ما يصل إلى 5 غيغاواط من الطاقات المتجددة و560 مليون متر مكعب من المياه المحلاة بحلول سنة 2027، ما يعزز مكانتها كشركة رائدة في مجال الاستدامة الصناعية بالقارة الإفريقية.

وقد سجلت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط خلال سنة 2024 ثاني أفضل أداء مالي في تاريخها، بتحقيق أرباح صافية بلغت 20.9 مليار درهم، بارتفاع قدره 46% مقارنة بالعام السابق، مدعومة بزيادة صادرات الأسمدة إلى 12.3 مليون طن وارتفاع حصتها في السوق العالمية إلى 32%. وتظهر تقديرات وزارة الاقتصاد والمالية أن الاستثمارات سترتفع في نهاية 2025 بنسبة 20% لتصل إلى 52.5 مليار درهم، رغم توقع تراجع الأرباح الصافية في 2025 إلى نحو 18.4 مليار درهم بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية.

وتواصل المجموعة المغربية العملاقة توجيه جزء كبير من عائداتها نحو مشاريع استراتيجية وطنية تشمل تحلية المياه، والهيدروجين الأخضر، والطاقة المتجددة، والتعليم، ودعم الشركات الناشئة. وبلغت أصول المجموعة إلى حدود يونيو الماضي نحو 320 مليار درهم، مسجلة نموا بنسبة 4.8% مقارنة بالسنة السابقة، ما يعكس متانة مركزها المالي ودورها المحوري في الاقتصاد الوطني كأكبر مصدر للعائدات الصناعية في المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

بوريطة:تحقيق المساواة بين النساء والرجال مسار لا رجعة فيه

المنشور التالي

الزومي لـTHE PRESS: لا أرى في قرار ترشيح الشباب ضربا للأحزاب

المقالات ذات الصلة