المغرب يعزز شراكته مع غانا عبر دعم زراعي وتعليمي واستثمارات استراتيجية

في سياق الدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات المغربية الغانية، أعلن وزير الخارجية الغاني، صامويل أوكودزيتو أبلاكوا، عن تلقي بلاده منحة سخية من المغرب تشمل 2000 طن من الأسمدة المجانية، دعما مباشرا للمزارعين في مواجهة تحديات الإنتاج الزراعي وارتفاع تكاليف المدخلات. وتندرج هذه الخطوة في إطار استراتيجية مغربية إفريقية أوسع تعرف بـ”الدبلوماسية الفوسفاطية”، التي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي في القارة، وترسيخ الثقة والتعاون بين المغرب وشركائه الأفارقة.

وإلى جانب هذه المبادرة، كشفت زيارة الوزير الغاني إلى الرباط عن تعهد المغرب بتقديم دعم تقني لبناء مصنع متطور لإنتاج الأسمدة داخل غانا، مما يمثل نقلة نوعية في التعاون التنموي بين البلدين, كما تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات التي تعكس عمق الشراكة، أبرزها مضاعفة عدد المنح الدراسية المخصصة للطلاب الغانيين، ليصل من 70 إلى 140 منحة سنويا، حسب تغريدة الوزير الغاني عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”, إلى جانب فتح المجال لتكوين شباب غانيين كطيارين في أكاديمية مغربية مرموقة، دعما لخطط غانا لإعادة إطلاق ناقلتها الجوية الوطنية.

وتوسعت الاتفاقيات الثنائية لتشمل برامج تبادل تعليمي تسمح للطلبة المغاربة بمتابعة دراساتهم العليا في مؤسسات أكاديمية غانية، مثل جامعة غانا البحرية، إضافة إلى تنظيم منتدى أعمال مشترك في أكتوبر المقبل بالمغرب، لربط علاقات مباشرة بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين, كما تم تحديد مشاريع ذات أولوية تشمل تطوير الموانئ والسكك الحديدية، وصناعة الأدوية والمنسوجات، بما يعزز التكامل الصناعي والإقليمي بين المغرب وغانا.

ويأتي هذا التحول النوعي في وقت عبرت فيه غانا رسميا عن دعمها للوحدة الترابية للمغرب، منهية بذلك موقفا سابقا مؤيدا لجبهة البوليساريو، وهو تطور اعتبرته الرباط خطوة جوهرية في ترسيخ الشراكة السياسية والاقتصادية بين البلدين. وتؤشر هذه الدينامية الجديدة إلى مرحلة أكثر نضجا في التعاون الإفريقي، التي ترتكز على المنفعة المتبادلة، والاستثمار في الاستقرار والتنمية المستدامة في القارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.. شركات الطيران تلغي و تعلق رحلاتها

المنشور التالي

إفريقيا اليوم لم تعد تنفع معها خطط الإرشاء والتحريف.. ولم يعد يليق بها جلباب الاستعمار!

المقالات ذات الصلة