في إطار استراتيجيته الوطنية لتعزيز أمن الطاقة وتلبية الطلب المتزايد، يستعد المغرب لإطلاق مناقصة دولية لإنشاء ثلاث محطات كهربائية تعمل بالغاز الطبيعي، بطاقة إجمالية تتراوح ما بين 300 و450 ميغاواط. وتندرج هذه الخطوة ضمن مخطط شمولي يرعاه المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، استعدادًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، وتهدف إلى تعزيز قدرات الإنتاج الوطني وتقوية شبكة الكهرباء في مناطق استراتيجية.
ووفقًا لما أوردته منصة “الطاقة” المتخصصة، فإن المحطات المزمع إنشاؤها ستتوزع على ثلاث مدن رئيسية هي عين بني مطهر، القنيطرة، والمحمدية، بطاقة تصل إلى 150 ميغاواط لكل محطة. وسيتولى تنفيذ المشروع نظام عقود EPC الذي يشمل التصميم، والتوريد، والبناء، والتشغيل الصناعي، حيث ستعتمد المحطات على محركات متطورة تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو المسال، ما يمنحها قدرة على التشغيل السريع واستجابة مرنة لحاجيات الشبكة. كما ستوفر هذه المحطات كفاءة حرارية تتجاوز 45%، مع أنظمة تبريد مصممة لمواكبة الظروف المناخية المحلية، مما يساهم في تقليص الانبعاثات الكربونية.
ويمثل هذا المشروع امتدادًا لجهود المغرب في تنويع مصادر إنتاج الطاقة، خاصة مع التوجه المتزايد نحو دمج الغاز الطبيعي في المزيج الطاقي الوطني، إلى جانب تعويض التذبذب الذي قد تشهده مصادر الطاقة المتجددة. وتجدر الإشارة إلى أن المملكة تستهلك حاليًا نحو 44 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، مع معدل نمو يناهز 4.5% منذ سنة 2009، في حين تُقدر الاستثمارات المبرمجة في قطاع الكهرباء بحوالي 9 مليارات دولار حتى سنة 2027، يوجّه 75% منها لدعم مشاريع الطاقة المتجددة، بما في ذلك تحقيق هدف رفع مساهمتها إلى 52% في مزيج الطاقة الوطني بحلول 2030.