احتضن المغرب للمرة الأولى أشغال النسخة الثالثة من مجلس التميّز الدبلوماسي الذي نظمه معهد Diplomatic Bridge بشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور، وذلك تحت شعار “ميثاق من أجل المتوسّط: نحو تعاون أورومتوسطي مُعاد التفكير فيه وأكثر شمولاً”.
وقد شكّل هذا الحدث الدبلوماسي مناسبة جمعت شخصيات رفيعة من السلك الدبلوماسي ومسؤولين من مؤسسات أورومتوسطية وممثلين حكوميين، إلى جانب فاعلين اقتصاديين وأكاديميين، لتبادل الرؤى حول مستقبل التعاون الإقليمي في السياق المتغيّر لمنطقة المتوسط.

واستعرضت الجلسة الافتتاحية، التي شارك فيها المستشار السياسي الأول للأمين العام للاتحاد من أجل المتوسّط ورئيسة القسم السياسي بالاتحاد الأوروبي في المغرب، مسار الشراكة الأورومتوسطية منذ إطلاق مسار برشلونة، مبرزةً الطموح الذي يحمله الميثاق الجديد الرامي إلى إعادة تركيز التعاون على مشاريع قابلة للتنفيذ، وتحديث الحكامة المشتركة، وتوجيه الجهود نحو أولويات تشمل الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وتعزيز التنقل والأمن الإقليمي والاندماج الاقتصادي.
كما قدّم نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب عرضاً مؤسساتياً أبرز فيه ملامح الإطار الجديد الذي يقترحه الميثاق، مؤكداً على أهمية اعتماد مقاربة عملية قائمة على النتائج ومواكبة خصوصيات كل دولة شريكة.
وقد أتاحت النقاشات التي دارت بين المشاركين فرصة لرسم تصور مشترك حول الإمكانات الواعدة التي تزخر بها المنطقة، لاسيما بالنسبة للمغرب، في مجالات الطاقة والابتكار والتعليم والبنيات التحتية والاستثمار.
وانتهت أعمال اللقاء بتأكيد واسع على ضرورة تعزيز انسجام المبادرات الأورومتوسطية وإعطاء دفعة جديدة للتعاون الإقليمي، مع التشديد على الدور الاستراتيجي الذي يضطلع به المغرب في هذه الدينامية، قبل أن يختتم الحدث بلحظة تفاعلية خُصّصت لتبادل الآراء بشكل غير رسمي بين مختلف الوفود المشاركة.