أكد عبد الله لغميد، نائب المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى منظمات الأمم المتحدة في روما، خلال مشاركته أمس الأحد 29 يونيو 2025، بالعاصمة الإيطالية في الدورة الرابعة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن المغرب يُولي اهتماماً بالغاً بدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية، والدول الأقل نمواً، والدول النامية غير الساحلية، من خلال شراكات فعالة تُجسّد روح التعاون جنوب-جنوب.
وأشار لغميد في كلمته إلى أن المغرب يتقاسم خبراته وتجربته الواسعة مع هذه الدول في مجالات استراتيجية تشمل الفلاحة المستدامة، والصيد البحري، وتدبير الموارد المائية، والطاقات المتجددة، والتكوين المهني، إلى جانب دعم التحول في النظم الغذائية، بما يراعي خصوصيات واحتياجات هذه الدول، لاسيما في القارة الإفريقية.
كما أبرز التزام المغرب بعدد من المبادرات الرائدة، من ضمنها إحداث اللجان الثلاث للمناخ (لمنطقة الساحل، حوض الكونغو، والدول الجزرية) التي تم إطلاقها خلال قمة المناخ “كوب 22” التي استضافتها مدينة مراكش عام 2016.
ولفت المسؤول المغربي إلى الرؤية المتضامنة والاستباقية التي يتبناها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تقوم على توظيف الخبرة المغربية في خدمة الدول النامية، سواء من خلال التعاون جنوب-جنوب، أو عبر التعاون الثلاثي، أو في إطار الشراكات الثنائية والإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، توقف لغميد عند المبادرة الملكية الأطلسية، التي تهدف إلى تعزيز البُعد القاري للمشاريع المغربية، واندماجها في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تسعى إلى ربط منطقة الساحل بشبكة حديثة من البنى التحتية والتكنولوجيا، ما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد أيضاً على التحديات البنيوية التي تواجه الأمن الغذائي في هذه الدول، ومنها ضعف صمود الأنظمة الزراعية، داعياً إلى العمل على رفع القدرات الإنتاجية، وتعزيز التكيف مع التغيرات المناخية، وتسهيل الولوج إلى مصادر التمويل والأسواق والتكنولوجيا.
وفي ختام مداخلته، شدد لغميد على أهمية النموذج المغربي في التعاون القائم على التضامن وتقديم حلول مبتكرة تتماشى مع أولويات الدول الشريكة، مؤكداً ضرورة جعل الأمن الغذائي محوراً أساسياً في استراتيجيات التنمية المستقبلية لهذه الدول.
