بقلم: رميساء السحنوني
في السنوات الأخيرة، أثبتت المرأة المغربية أنها ليست مجرد جزء من المشهد الاجتماعي، بل ركيزة أساسية في بناء المستقبل. من مقاعد الدراسة إلى مكاتب الشركات، ومن ورشات الحِرف إلى مناصب القرار صارت المرأة حاضرة بقوة تبدع وتبني وتساهم في تنمية الوطن.
لكن رغم كل هذا الحضور ما زالت أصوات في المجتمع تردد عبارات تقليدية مثل: “مكان المرأة هو المطبخ”. عبارات تكشف عن عقلية متجذرة ترى في عمل المرأة تهديدا بدل أن تراه قيمة مضافة. غير أن المفارقة الجميلة هي أن هذه النظرة القديمة لم تعد تضعف المرأة، بل جعلتها أكثر إصرارا على المضي قدما وكأنها تقول من خلال نجاحاتها: المطبخ ليس سجني بل فضاء أعود إليه بإرادتي، أما العالم الخارجي فهو حقي أيضا.
المرأة المغربية اليوم لا تنتظر اعترافا خاصا هي فقط تطلب فرصا عادلة حين تمنح لها، تتبت أنها قادرة على التميز ليس فقط لنفسها بل لعائلتها ولمجتمعها بأكمله. نجاحها لا يلغي دورها الأسري، بل يُغنيه ويُعطيه بعدا جديدا يجعلها نموذجا يحتذى.
إن نظرة المجتمع لا بد أن تتغير: فمكان المرأة ليس “المطبخ ولا المكتب، بل كل فضاء تختاره هي بإرادتها. ومن حقها أن تختار، لأنها ببساطة قادرة على أن تكون في كل مكان.
ولنا في نماذج كثيرة الدليل: نساء مغربيات قدن شركات كبرى، أخريات تميّزن في عالم السياسة، ورياضيات رفعن علم الوطن عاليا في المحافل الدولية. بل حتى في القرى والبوادي، نجد نساء ينهضن بمشاريع صغيرة حولنها إلى قصص نجاح ملهمة.
في النهاية، المرأة المغربية ليست فقط عاملة، بل فاعلة، تثبت كل يوم أن التحدي الذي يراد أن يكون قيدا يتحول بفضلها إلى قوة تضيء طريقها وطريق مجتمعها.