دعا وزراء ومسؤولون أمميون، أمس الاثنين، إلى تعزيز التعاون الدولي بشكل عاجل لمواجهة التدهور المتسارع في الوضع المائي العالمي، وذلك خلال افتتاح الدورة الـ19 من المؤتمر العالمي للمياه، الذي تحتضنه مدينة مراكش بمشاركة وفود من أكثر من مئة دولة.
وينعقد المؤتمر الذي تنظمه وزارة التجهيز والماء المغربية بشراكة مع الرابطة الدولية للمياه، ما بين 1 و5 دجنبر، تحت شعار “الماء في عالم متغير: الابتكار والتكيف”، وسط تحذيرات متنامية من اتساع فجوة الأمن المائي عالميا.
وفي كلمته، شدد وزير الموارد المائية الصيني، غويينغ لي، على أن العالم يواجه تحديات غير مسبوقة بفعل تغير المناخ وتزايد الكوارث الطبيعية، مؤكدا أن التعاون الدولي أصبح الخيار الوحيد لمواجهة الأزمات المائية. وأوضح أن الصين مستعدة لنسج شراكات واسعة لتعزيز الحكامة المائية وتطوير البنيات التحتية الضرورية.
من جانبها، نبهت ريتنو مارسودي، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للمياه، إلى أن العالم يسير بخطى متسارعة نحو “أزمة مائية عميقة” ما لم يتحقق تنسيق دولي فعال، معتبرة أن الموارد المائية قد تتحول إلى مصدر للصراعات في حال استمرار غياب حلول مشتركة. وأكدت أن التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة لا يزال بعيدا، خاصة في ظل تفاقم ندرة المياه وتأثيرها على التنمية والاستقرار الاقتصادي. وشددت على أن الحلول متوفرة، لكنها تحتاج إرادة سياسية وترتيبا واضحا للأولويات وتقوية التمويل الموجه للمشاريع المائية.
بدوره، حذر رئيس الرابطة الدولية للمياه، يوان يوان لي، من الارتفاع المتواصل في وطأة التحديات المائية بسبب الجفاف والفيضانات المتكررة، إلى جانب الضغط الناتج عن النمو السكاني والتحولات الاقتصادية والاجتماعية داعيا إلى دمج الابتكار العلمي في السياسات المائية العالمية، مع تعزيز التعاون الدولي لإيجاد حلول واقعية وقابلة للتنفيذ.
ويعرف المؤتمر مشاركة أزيد من 1500 خبير ومسؤول يمثلون أكثر من 100 دولة، بهدف دراسة التحديات الكبرى المرتبطة بإدارة المياه في ظل تغير المناخ والتطور التكنولوجي والطلبات المتزايدة على الموارد. ويشكل هذا الموعد العلمي منصة لتعميق الشراكات الدولية ودعم البحث والتطوير في مجال الأمن المائي العالمي.