في موقف موحّد وغير مسبوق، فجّرت مجموعتا “كورفا سود” و”الكورفا نورد”، الداعمتان لفريقي الرجاء والوداد، الجدل بإعلانهما عن الأسباب الحقيقية وراء مقاطعتهما لديربي الدار البيضاء الذي جرى السبت الماضي 12 أبريل 2025. وجاء ذلك عبر بلاغ مشترك صادر أمس الأحد، 13 أبريل 2025، تصف فيه خطوة المقاطعة “بالواعية والمسؤولة”، تعكس حجم الاستياء الجماهيري من الوضع الرياضي بالعاصمة الاقتصادية.
وحسب المصدر نفسه, فقد “تم الاتفاق على قرار المقاطعة بعد عدة اجتماعات داخلية مشتركة سبقت اللقاء”، أعقبها لقاء مع السلطات المختصة لتوضيح الموقف المتخذ, مع الالتزام بعدم التحريض العلني تفادياً لتأجيج الوضع الرياضي المتوتر في المدينة.
البلاغ، الذي حمل نبرة حازمة وغاضبة، كشف عن تراكمات طويلة دفعت باتجاه هذه الخطوة الرمزية، على رأسها “العبث وسوء التدبير” الذي يطبع ورش إصلاح مركب محمد الخامس، حيث صرفت ملايير من المال العام دون نتائج تُذكر، سوى تكرار نفس “الترقيعات”، في ظل تأخر كبير وإغلاقات متكررة حرمَت الجماهير من معقلها التاريخي. كما شجبت المجموعتان القيود المفروضة على تنقلات الجماهير هذا الموسم(الويكلو)، في مشهد يُعيد للأذهان فصولاً من التضييق غير المبرر، إلى جانب إصدار أحكام وصفتها بـ”القاسية والجائرة” ضد شباب الألتراس تحت غطاء الفصل 507، في ظل غياب بدائل حقيقية تدمج الشباب وتستوعب طاقتهم.
وفي سياق أشمل، ندد البلاغ بما اعتبره تهميشاً ممنهجاً للدار البيضاء، التي، رغم رمزيتها وتاريخها الرياضي العريق، تم استبعادها من مباريات كأس العالم 2030، واكتُفي لها بدور ثانوي في كأس إفريقيا 2025. كما لم يُخفِ البلاغ استياءه من الخطاب الإعلامي الذي “يخون” الجماهير ويشوّه صورتها، ومن تصريحات بعض المسؤولين التي اعتبرها البلاغ “مستفزة ولا تليق بحجم المدينة ولا جمهورها”.
واختتمت المجموعتان بلاغهما برسالة قوية مفادها أن “المقاطعة ليست تراجعاً، بل هي وقفة لإيقاظ الضمائر الحية، وردا على من يطبعون مع الفساد في تدبير شؤون المدينة والرياضة بصفة عامة”. وشغف الجماهير، بحسب البلاغ، “غير قابل للترويض وليس أداة لتسويق مباراة في موسم سوق فيه المسؤولون لكل أنواع الفشل”.