في خطوة تروم المحافظة على المواقع التاريخية ذات الطابع العسكري وتعزيز إشعاعها الثقافي، أمس الثلاثاء 8 يوليوز 2025 , تسليم “برج دار البارود” التاريخي بمدينة طنجة، الذي يحتضن مركزا للتعريف بالتحصينات التاريخية للمدينة، إلى القوات المسلحة الملكية، ممثلة في مديرية التاريخ العسكري. وتندرج هذه المبادرة في إطار رؤية وطنية مشتركة بين المؤسسات المدنية والعسكرية، تجسد العناية الخاصة التي ما فتئ يوليها الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، لحماية التراث الوطني وتثمينه.
ويأتي هذا التسليم ضمن الاختصاصات القانونية الموكولة لمديرية التاريخ العسكري بموجب الظهير الشريف رقم 1.99.266 الصادر بتاريخ 3 ماي 2000، وذلك بهدف إطلاق برنامج تأهيلي متكامل يهم صيانة المعلمة التاريخية وإعادة الاعتبار لها، مع الحفاظ الصارم على خصائصها المعمارية الأصيلة. ويرتقب أن يتم تحويل البرج إلى فضاء ثقافي مفتوح في وجه العموم، يسهم في تعزيز الذاكرة الحضرية لمدينة طنجة وإبراز غناها التاريخي والمعماري، مما يعزز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية بارزة على الصعيدين الوطني والدولي.
وتعد هذه الخطوة استمرارا لأشغال الترميم التي انطلقت سنة 2010 ضمن مشروع ملكي لتأهيل منطقة ميناء طنجة، حيث شهد برج دار البارود خلال تلك المرحلة سلسلة من التدخلات الهندسية لحفظ بنيته واستدامة طابعه المعماري. وتراهن مديرية التاريخ العسكري على استكمال هذا الورش الحيوي عبر إدماج المعلمة ضمن الدينامية الثقافية للمدينة، واحتضانها أنشطة معرفية وتاريخية تستقطب الزوار والمهتمين، ما يجعل منها مركزا حيويا للذاكرة الجماعية ونافذة على التراث العسكري المغربي.
وقد لقي هذا القرار إشادة واسعة من الأوساط الثقافية والإعلامية والشارع المغربي عموما، حيث اعتبره المهتمون بالشأن التراثي خطوة بالغة الأهمية تبرز جدية الدولة في الحفاظ على موروثها التاريخي، وتعيد الاعتبار لمعالم عمرانية ذات حمولة رمزية قوية. وينتظر أن تساهم إعادة تأهيل برج دار البارود في تنشيط السياحة الثقافية لمدينة طنجة، وتحفيز الارتباط الوجداني بالتراث الوطني في أوساط الأجيال الجديدة.
