احتضنت مدينة العيون، أمس الاثنين 28 أبريل 2025، انطلاق أشغال المنتدى الدولي الأول للتحليل الاستراتيجي لشؤون الأطلسي والساحل، بمبادرة تهدف إلى مناقشة الأبعاد الاستراتيجية للمبادرة الملكية الأطلسية وسبل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي في ظل التغيرات الإقليمية الراهنة. ويجمع هذا اللقاء، المنظم بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، نخبة من الأكاديميين والخبراء الوطنيين والدوليين لمقاربة مختلف مرتكزات المبادرة التي تسعى إلى تعزيز التعاون جنوب–جنوب وإرساء شراكات تنموية وثقافية وإنسانية بين المغرب ودول الساحل والدول المطلة على الأطلسي.
وانكبت المداخلات على مناقشة الأبعاد الجيوسياسية للمبادرة، حيث جرى التركيز على دورها في مواجهة التحديات الأمنية بالمحيط الأطلسي الإفريقي ومنطقة الساحل، ومدى تأثيرها على المؤسسات والعلاقات الإقليمية بشمال إفريقيا، إلى جانب إسهامها في تعزيز التعاون الإقليمي بين المغرب ودول الساحل. واعتُبرت المبادرة مشروعا شاملا يجمع بين التنمية الاقتصادية والبعدين الثقافي والإنساني، مع التأكيد على فتح آفاق جديدة لدول الساحل نحو المحيط الأطلسي وإحداث تحولات هيكلية في اقتصاداتها.
وشدد المشاركون في المنتدى على أن المبادرة الملكية الأطلسية تقدم رؤية استراتيجية تنموية تتجاوز الإطار الضيق للمقاربات التقليدية، حيث تسعى إلى تيسير حياة المواطن الإفريقي عبر دعم الاندماج الإقليمي وتسهيل الربط الاقتصادي والبشري مع المحيط الأطلسي. وتمت الإشارة إلى أن هذه الدينامية الإقليمية تستند إلى مشاريع مهيكلة سبق إطلاقها لتعزيز البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، مما يؤكد شمولية الرؤية المغربية نحو إفريقيا.
ويتواصل المنتدى بتنظيم لقاءات علمية بكل من السمارة وبوجدور، حيث سيتم التطرق إلى الأبعاد الدينية والروحية والثقافية والاقتصادية للمبادرة، بمشاركة خبراء وباحثين من المغرب وعدد من دول الساحل، مما يعكس الانخراط المتواصل في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة بالمنطقة في إطار تعاون إقليمي واسع.
