شهدت الصادرات التركية من الآلات والمعدات الصناعية إلى المغرب ارتفاعا لافتا خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2025، مسجلة نموا بنسبة 37%، وهو ما جعل المملكة ضمن أبرز الأسواق المستقبلة لهذه المنتجات إلى جانب كازاخستان التي ارتفعت وارداتها بـ46%، وفق بيانات اتحاد مصدري الآلات التركية (MAİB). ويعكس هذا الأداء تنامي الحضور التركي في السوق المغربية وتزايد الطلب على المعدات الصناعية الحديثة في ظل الدينامية الاقتصادية التي تعرفها المملكة.
وأوضح الاتحاد أن صادرات تركيا من آلات التعبئة والتغليف والسخانات والأفران حققت قفزة تتجاوز 40% في يوليوز الماضي، بينما تراجعت شحنات المحامل ومعدات معالجة المطاط والبلاستيك خلال الفترة ما بين يناير ويوليوز. أما قطاع التبريد المنزلي والصناعي فقد حافظ على موقعه كأحد أبرز القطاعات المصدرة بزيادة قدرها 4.7%، مما يؤكد تنوع مجالات الطلب على التكنولوجيا التركية داخل الأسواق الدولية.
وعلى مستوى الأداء العام، بلغت صادرات تركيا من الآلات، بما في ذلك المناطق الحرة، نحو 16.2 مليار دولار في الفترة المذكورة، مسجلة نموا طفيفا بنسبة 0.9%، رغم تراجع حجم الشحنات بـ6.1%. ونجحت أنقرة في رفع متوسط سعر الكيلوغرام من صادراتها بنسبة 6.7% ليصل إلى 7.90 دولار، وهو ما يعكس ارتفاع القيمة المضافة للمنتجات الصناعية التركية. وعالميا، حافظت ألمانيا على موقعها كأكبر مستورد للآلات التركية بـ1.8 مليار دولار، تلتها الولايات المتحدة التي سجلت ارتفاعا بـ9.2% خلال شهر واحد لتبلغ وارداتها مليار دولار.
وتعكس هذه الأرقام متانة العلاقات الاقتصادية المتنامية بين المغرب وتركيا، حيث باتت أنقرة أحد الشركاء التجاريين البارزين للرباط. ففي الوقت الذي يصدر فيه المغرب نحو تركيا منتجاته الفلاحية كالخضر والفواكه والأسماك إلى جانب الصناعات التقليدية، يعتمد في المقابل على استيراد الآلات والمواد الصناعية والمنسوجات وبعض المنتجات الغذائية المصنعة، مما يجعل الميزان التجاري بين البلدين قائما على تكامل اقتصادي متزايد يعزز فرص الاستثمار والتعاون الثنائي.
