شهدت العاصمة الجورجية تبليسي، أمس السبت 4 أكتوبر 2025، توترا شديدا بعد أن استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة، الذين حاولوا اقتحام القصر الرئاسي. وجاءت هذه التحركات الشعبية تزامنا مع إجراء انتخابات محلية حاسمة، استجابت فيها الجماهير لدعوة المعارضة إلى التظاهر من أجل ما وصفته بـ”إنقاذ الديموقراطية”.
وبحسب وكالة “فرانس برس”، احتشد المتظاهرون في ساحة الحرية وسط تبليسي، ملوحين بأعلام جورجيا والاتحاد الأوروبي، ضمن ما أطلق عليه المنظمون اسم “التجمع الوطني”. وسار المحتجون نحو القصر الرئاسي في مسيرة ضخمة، قبل أن تحاول مجموعات منهم اقتحام المقر، ما أدى إلى تدخل أمني عنيف استخدمت خلاله الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.
وأقام بعض المتظاهرين حواجز وأشعلوا فيها النيران في محيط القصر، في حين أعلنت وزارة الداخلية أن التظاهرة “تجاوزت الحدود التي وضعها القانون”، مؤكدة أنها ستتعامل بحزم مع أي محاولة لزعزعة النظام العام. وكانت السلطات قد حذرت في وقت سابق من “محاولات الثورة”، متعهدة برد قوي على من يسعون إلى تأجيج الفوضى في البلاد.
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق سياسي متوتر، إذ يخوض حزب “الحلم الجورجي” الحاكم أول اختبار انتخابي له منذ الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل العام الماضي، والتي تسببت في اضطرابات واسعة وجمدت بسببها بروكسل عملية انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي. ويصف خصوم الحزب الحكومة بأنها “استبدادية” وتتهمها بالابتعاد عن القيم الأوروبية.
وبحسب النتائج الأولية بعد فرز 73 في المائة من الأصوات، أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية فوز حزب “الحلم الجورجي” بأكثر من 80 في المائة من أصوات المجالس البلدية. وكتب الحزب في منشور على “فيسبوك” فور إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة الرابعة مساء بتوقيت غرينتش: “الفوز في الانتخابات في جميع البلديات بدون استثناء”، في إعلان يزيد من حدة الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد المطلة على البحر الأسود.
